السبت، 26 نوفمبر 2011

وصية أب لآبنه



اياك وهذر الكلام وكثرة الضحكك والمزا ح ومهازلة الإخوان
فإن ذلك يذهب البهاء ويوقع الشحناء
وعليك بالرزانة والتوقر من غير كبر يوصف منك ولا خيلاء تحكي عنك
والق صديقك وعدوك بوجه الرضى وكف الأذى من غير ذلة لهم ولا هيبة منهم
وكن في جميع أمورك في أوسطها فإن خير الأمور أوساطها
وقلل الكلام وأفش السلام وامش متمكنا قصدا ولا تخط برجلك
ولا تسحب ذيلك ولا تلو عنقك ولا ردائك ولا تنظر في عطفك ولا تكثر الالتفاف
ولا تقف على الجماعات ولا تتخذ السوق مجلسا ولا الحوانيت متحدثا
ولا تكثر المراء ولا تنازع السفهاء
فإن تكلمت فاختصر وإن مزحت فاقتصر
واذا جلست فتربع وتحفظ من تشبيك أصابعك وتفقيعها والعبث بلحيتك وخاتمك وذؤابة سيفك
وكثرة طرد الذباب عنك وكثرة التثاؤب والتمطى وأشباه ذلك مما يستخفه الناس منك
ويغتمزون به فيك
وليكن مجلسك هاديا وحديثك مقسوما
وأصغ إلى الكلام الحسن ممن حدثك
بغير إظهار عجب منك ولا مسألة إعادة
وغض عن الفكاهات من المضاحك والحكايات ولا تحدث عن إعجابك بولدك ولا جاريتك
ولا عن فرسك ولا عن سفيك
واياك وأحاديث الرؤيا فإنك إن أظهرت عجبا بشيء منها طمع فيها السفهاء فولدوا لك الأحلام
واغتمزوا في عقلك ولا تصنع تصنع المرأة ولا تبذل تبذل العبد
ولا تهلب لحيتك ولا تبطنها وتوق(يعني احذر) كثرة الحف ونتف الشيب وكثرة الكحل
وليكن كحلك غبا ولا تلح في الحاجات ولا تخشع في الطلبات
ولا تعلم أهلك وولدك فضلا عن غيرهم عدد مالك
فإنهم إن رأوه قليلا هنت عليهم وإن كان كثيرا لم تبلغ به رضاهم
وأخفهم في غير عنف ولن لهم قي غير ضعف ولا تهازل أمتك
واذا خاصمت فتوقر وتحفظ من جهلك وتجنب عن عجلتك
وتفكر في حجتك وأر الحاكم شيئا من حلمك ولا تكثر الأشارة بيدك
ولا تحفز على ركبتيك وتوق حمرة الوجه وعرق الجبين وإن سفه عليك فاحلم وإذا هدأ غضبك فتكلم
وأكرم عرضك وألق الفضول عنك وإن قربك سلطان فكن منه على حد السنان
وإن أسترسل اليك فلا تأمن من انقلابه عليك
وارفق به رفقك بالصبي وكلمه بما يشتهي ولا يحملنك ما ترى من الطافه إياك وخاصته
بك أن تدخل بينه وبين أحد من ولده وأهله وحشمه وإن كان لذلك منك مستمعا
وللقول منك مطيعا فإن سقطه الداخل بين الملك وأهله صرعة لا تنهض وزلة لا تقال
وإذا وعدت فحقق وإذا حدثت فاصدق
ولا تجهر بمنطقك كمنازع الأصم ولا تخافت به كتخافت الأخرس
وتخير محاسن القول بالحديث المقبول
وإذا حدثت بسماع فانسبه إلى أهله وإياك الأحاديث العابرة المشنعه
التي تنكرها القلوب وتفق لها الجلود
وإياك ومضعف الكلام مثل نعم نعم ولا لا وعجل عجل وما أشبه ذلك
ولا تكثر الاستسقاء على مائدة الملك
ولا تعبث بالمشاش ولا تعب شيئا مما يقرب اليك على مائدة بقلة خل أو تابل أو عسل
فإن السحابة قد صيرت لنفسها مهابة
ولا تمسك إمساك المثبور ولا تبذر تبذير السفيه المغرور
واعرف في مالك واجب الحقوق
وحرمة الصديق واستغن عن الناس يحتاجوا اليك
واعلم ان الجشع يدعو إلى الطبع والرغبة كما قيل تدق الرقبة ورب أكله تمنع أكلات
والتعفف مال جسيم وخلق كريم ومعرفة الرجل قدره تشرف ذكره
ومن تعدى القدر هوى في بعيد القعر
والصدق زين والكذب شين
ولصدق يسرع عطب صاحبه أحسن عاقبة من كذب يسلم عليه قائله ومعاداة الحليم خير من مصادقة
الأحمق ولزوم الكريم على الهوان خير من صحبة اللئيم على الإحسان ولقرب ملك جواده
خير من مجاورة بحر طراد
وزوجة السوء الداء العضال ونكاح العجوز يذهب بماء الوجه
وطاعة النساء تزرى بالعقلاء
تشبه بأهل العقل تكن منهم وتصنع للشرف تدركه
وأعلم أن كل امريء حيث وضع نفسه
وإنما ينسب الصانع إلى صناعته والمرء يعرف بقرينه
وإياك وإخوان السوء فإنهم يخونون من رافقهم ويحزنون من صادقهم
وقربهم أعدى من الجرب
ورفضهم من استكمال الأدب واستخفار المستجير لؤم والعجله شؤم
وسوء التدبير وهن
والإخوان اثنان فمحافظ عليك عند البلاء وصديق لك في الرخاء
فاحفظ صديق البلاء وتجنب صديق العافية فإنهم أعدى الأعداء ومن اتبع الهوى مال به الردى
ولا يعجبنك الجهم من الرجال ولا تحقر ضئيلا كالخلال فإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه
ولا ينتفع به بأكثر من أصغريه
وتوق الفساد وإن كنت في بلاد الأعادي ولا تفرش عرضك لمن دونك
ولا تجعل مالك أكرم عليك من عرضك
ولا تكثر الكلام فتثقل على الأقوام
وامنح البشر جليسك والقبول ممن لاقاك
وإياك وكثرة التبريق والتزليق فإن ظاهر ذلك ينسب إلى التأنيث
وإياك والتصنع لمغازلة النساء وكن متقربا متعززا منتهزا في فرصتك
رفيقا في حاجتك متثبتا في حملتك
والبس لكل دهر ثيابه ومع كل قوم شكلهم
واحذر ما يلزمك اللائمة في آخرتك ولا تعجل في امر حتى تنظر في عاقبته
ولا ترد حتى ترى وجه المصدر
ومنازعتك اللئيم تطمعه فيك
ومن أكرم عرضه أكرمه الناس وذم الجاهل إياك أفضل
من ثنائه عليك ومعرفة الحق من أخلاق الصدق
والرفيق الصالح ابن عم
ومن أيسر أكبر
ومن افتقر احتقر
قصر في المقالة مخافة الإجابة
والساعي إليك غالب عليك وطول السفر ملالة
وكثرة المنى ضلالة وليس للغائب صديق
ولا على الميت شفيق وأدب الشيخ عناء وتأديب الغلام شقاء
والفاحش أمير والوقاح وزير والحليم مطية الأحمق
والحمق داء لا شفاء له
والحلم خير وزير والدين أزين الأمور
والسماجه سفاهة والسكران شيطان وكلامه هذيان
والشعر من السحر
والتهدد هجر والشح شقاء والشجاعة بقاء
والهدية من الأخلاق السرية
وهي تورث المحبة
ومن ابتدأ المعروف صار دينا
ومن المعروف ابتداء من غير مسألة
وصاحب الرياء يرجع إلى السخاء ولرياء بخير خير من معالنة بشر
والعادة طبيعة لازمة إن خير فخير وإن شرا فشر
ومن حل عقدا احتمل حقدا
ومراجعة السلطان خرق بالإنسان والفرار عار
والتقدم مخاطرة وأعجل منفعه إيسار في دعة
وكثرة العلل من البخل وشر الرجال الكثير الاعتلال
وحسن اللقاء يذهب بالشحناء
ولين الكلام من أخلاق الكرام
يا بني إن زوجة الرجل سكنة ولا عيش له مع خلافها فإذا هممت بنكاح امرأة فسل عن أهلها
فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة
واعلم أن النساء أشد اختلافا من أصابع الكف
فتوق منهن كل ذات بذا مجبولة على الأذى
فمنهن المعجبة بنفسها المزرية ببعلها إن أكرمها رأته لفضلها عليه لا تشكر على جميل
ولا ترضى منه بقليل لسانها عليه سيف صقيل قد كشفت القحة ستر الحياء عن وجهها
فلا تستحي من إعوارها ولا تستحي من جارها كلبة هرارة مهارشة عقارة فوجه زوجها مكلوم
وعرضه مشتوم ولا ترعى عليه لدين ولا الدنيا ولا تحفظه لصحبة ولا لكثرة بنين حجابه
مهتوك وستره منشور وخيره مدفون يصبح كئيبا ويمسي عاتبا شرابه مر وطعامه غيظ
وولده ضياع وبيته مستهلك وثوبه وسخ ورأسه شعث
إن ضحك فواهن وإن تكلم فمتكاره نهاره ليل وليله ويل تلدغه مثل الحية العقارة
وتلسعه مثل العقرب الجرارة
ومنهن شفشليق شعشع سلفع ذات سم منقع وإبراق واختلاق تهب مع الرياح وتطير مع كل ذي جناح
إن قال لا قالت نعم وإن قال نعم قالت لا مولدة لمخازيه محتقرة لما في يديه تضرب له الأمثال
وتقصر به دون الرجال وتنقله من حال إلى حال حتى قلا بيته ومل ولده
وغث عيشه وهانت عليه نفسه وحتى أنكره إخوانه ورحمه جيرانه
ومنهن الورهاء الحمقاء ذات الدل في غير موضعها الماضغه للسانها الآخذة في غير شأنها
قد قنعت بحبه ورضيت بكسبه تنتشر الشمس ولما يسمع لها صوت
ولم يكنس لها بيت طعامها بائت وإناؤها وضر وعجينها حامض وماؤها فاتر ومتاعها
مزروع وماعونها ممنوع وخادمها مضروب وجارها محروب
ومنهن العطوف الودود المباركة
الولود المأمونه على غيبها المحبوبة في جيرانها المحمودة في سرها وإعلانها الكريمة
التبعل الكثيرة التفضل الخافضة صوتا النظيفة بيتا خادمها مسمن وابنها مزين وخيرها دائم
وزوجها ناعم موموقه مالوفه وبالعفاف والخيرات موصوفة
جعلك الله يا بني ممن يقتدي بالهدى ويأتم بالتقى ويجتنب السخط ويحب الرضى والله خليفتي عليك والمتولي لأمرك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد نبي الهدى وعلى آله وسلم تسليما كثيرا



الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

من هم جماعة الإخوان المسلمين بعيون العلماء



الحزب الإخواني


سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله 


سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: حركة الإخوان المسلمين دخلت المملكة منذ فترة وأصبح لها نشاط بين طلبة العلم، ما رأيكم في هذه الحركة ؟ وما مدى توافقها مع منهج السُنة والجماعة ؟

الجواب: حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم؛ لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله و إنكار الشرك وإنكار البدع، لهم أساليب خاصة ينقصها عدم النشاط في الدعوة إلى الله، وعدم التوجه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السُنة والجماعة. فينبغي للإخوان المسلمين أن تكون عندهم عناية بالدعوة السَلفية، الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار عبادة القبور، والتعلق بالأموات والاستغاثة بأهل القبور كالحسين أو الحسن أو البدوي، أو ما أشبه ذلك، يجب أن يكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل، بمعنى لا إله إلا الله، التي هي أصل الدين، وأول ما دعا إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة دعا إلى توحيد الله، إلى معنى لا إله إلا الله، فكثير من أهل العلم ينتقدون على الإخوان المسلمين هذا الأمر، أي: عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله، والإخلاص له، وإنكار ما أحدثه الجهال من التعلق بالأموات والاستغاثة بهم، والنذر لهم والذبح لهم، الذي هو الشرك الأكبر، وكذلك ينتقدون عليهم عدم العناية بالسُنة: تتبع السُنة، والعناية بالحديث الشريف، وماكان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية، وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيها، ونسأل الله أن يوفقهم ويعينهم ويصلح أحوالهم.


أحسن الله إليك يا شيخ عبدالعزيز بن باز، حديث النبي –- - صلى الله عليه وسلم - -- في افتراق الأمم: قوله: (( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة )).
فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع.
وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة.
هل هاتين الفرقتين تدخل...؟

فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:
تدخل في الثنتـين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله ( أمتي ) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامة على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب:
نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.
[ ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل سنة (1419)]


سماحة الشيخ المحدث ناصر الدين الإلباني رحمه الله 

قال – رحمه الله :
" ليس صوابا أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السُنة؛ لأنهم يحاربون السُنة "

وقال في قاعدتهم : ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) :

الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة التي وضعها لهم رئيسهم الأول، وعلى إطلاقها، ولذلك لاتجد فيهم التناصح المستقى من نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنةعملياً ،بعيدين فكرياً عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً، وبالتالي بعيدين عن تطبيقالإسلام عملياً ؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه "

العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله 
هل هناك نصوص في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - فيها إباحة تعدُّد الجماعات الإسلامية ؟
فأجاب بقوله : (( ليس في الكتاب والسُنَّة ما يبيح تعدُّد الجماعات والأحزاب ، بل إنَّ في الكتاب والسُنَّة ما يَذُمّ ذلك ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}، وقال تعالى : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }.

ولا شكَّ أنَّ هذه الأحزاب تنافي ما أمر الله ، بل ما حثَّ الله عليه في قوله: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }، ولا سيّما حينما ننظر إلى آثار هذا التفرُّق والتحزُّب حيث كان كُلّ حزب وكُلُّ فريق يرمي الآخر بالتشنيع والسبِّ والتفسيق، وربما بما هو أعظم من ذلك، لذلك فإنَّنِي أرى أنَّ هذا التحزُّبَ خطأٌ )).








العلامة الشيخ صالح الفوزان  حفظه الله


(2)- وسُئل – حفظه الله - : ما حكم وجود مثل هذه الفرق: التبليغ، والإخوان المسلمين، وحزب التحرير، وغيرها في بلاد المسلمين عامة ؟

فقال: (( هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرقنا وتجعل هذا تبليغياً وهذا إخوانياً وهذا كذا..., لِمَ هذا التفرق ؟ هذا كفرٌ بنعمة الله سبحانه وتعالى، ونحن على جماعةٍ واحدة وعلى بينةٍ من أمرنا، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ لماذا نتنازل عما أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والألفة والطريق الصحيح، وننتمي إلى جماعات تفرقنا وتشتت شملنا، وتزرع العداوة بيننا ؟ هذا لا يجوز أبداً )).


(3)- وقال – حفظه الله – في لمحة عن الفرق الضالة (ص 60 ) : ( وأما الجماعات المعاصرة الآن، المخالفة لجماعة أهل السنة إلا امتداد لهذه الفرق وفروع عنها ).


وسُئل-حفظه الله-:هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة؟

فقال: ((نعم، كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة أو في العقيدة أو في شيء من أصول الإيمان، فإنه يدخل في الاثنتين والسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته )).

[من كتاب الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ص (16)، من إجابات الشيخ صالح الفوزان.]


تحذير الشيخ الفوزان منهم بخط يده




العلامة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله


(1)- قال -حفظه الله-:

(( الإخوان وجماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة فإن جميع الجماعات والتسميات ليس لها أصل في سلف هذه الأمة.

وأول جماعة وُجدت وحملت الاسم جماعة الشيعة تسموا بالشيعة.

وأما الخوارج فما كانوا يسمون أنفسهم إلا بأنهم المؤمنون.. )).

[فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين: تسجيلات منهاج السنة السمعية بالرياض ]


الشيخ العلامة عبد الله بن غديان

(( البلاد هذي كانت ما تعرف اسم جماعات لكن وفد علينا ناس من الخارج .
وكل ناس يؤسسون ما كان موجوداً في بلدهم .
فعندنا مثلاً ما يسمونهم بجماعة الإخوان المسلمين ، وعندنا مثلاً جماعة التبليغ، وفيه جماعات كثيرة، كل واحد يرأس له جماعة يريد أن الناس يتبعون هذه الجماعة، ويحرم ويمنع إتباع غير جماعته ويعتقد أن جماعته هي التي على الحق، وأن الجماعات الأخرى على ضلالة. فكم فيه حق في الدنيا ؟
الحق واحد كما ذكرت لكم؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين افتراق الأمم وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا من هي يا رسول الله قال : (( من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ))
.


كل جماعة تضع لها نظام، ويكون لها رئيس، وكل جماعة من هذه الجماعات يعملون بيعة، ويريدون الولاء لهم وهكذا .
فيفرقون الناس – يعني البلد الواحدة – تجد إن أهلها يفترقون فرق ، وكل فرقة تنشأ بينها وبين الفرقة الأخرى عداوة ، فهل هذا من الدين ؟
لا ليس هذا من الدين ، لأن الدين واحد ، والحق واحد ، والأمة واحدة ، الله جل وعلا يقول : ** كنتم خير أمة } ما قال كنتم أقساماً لا قال ** كنتم خير أمة أخرجت للناس } .
في الحقيقة إن الجماعات هذه جاءتنا وعملت حركات في البلد؛ حركات سيئة، لأنها تستقطب وبخاصة الشباب، لأنهم ما يبون [ أي : لا يريدون ] الناس الكبار هذولاء [ أي : هؤلاء ] قضوا منهم مالهم فيهم شغل !
لكن يجون [أي: يأتون] أبناء المدارس في المتوسط وأبناء المدارس في الثانوي وأبناء المدارس في الجامعات وهكذا بالنظر للبنات أيضاً .
فيه دعوة الآن في جماعة الإخوان المسلمين، وفيه دعوة لجماعة التبليغ حتى في مدارس البنات .
فلماذا لا يكون الإنسان مع الرسول صلى الله عليه وسلم .. الخ))


[فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين:شريط من إصدار تسجيلان منهاج السنة السمعية بالرياض ].






الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى


  في رمضان الماضي 1432 صرح سمو الأمير نايف لجريدة السياسة الكويتية:"إن مشكلاتنا كلها جاءت من (حزب الإخوان المسلمين) بعد أن لجأوا إلى المملكة فاستضافتهم وحمتهم وأوجدت لهم سبل العمل ولكنهم أخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات ويسيئون إلى المملكة والله تعالى يقول: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} بل سببوا المشاكل في عالمنا العربي والإسلامي".


وفي تصريح لاحق للجريدة نفسها أكد سموه أن تاريخ الإخوان المسلمين يدل على أن "قصدهم القفز إلى الحكم وليس الدعوة إلى شرع الله وخير الإسلام والمسلمين".

الشيخ  زايد ال نهيان رحمه الله 

"هم أهل الإرهاب . ولا نستطيع التعامل معهم لأن الإتحاد الأوروبي يحميهم يجب أستدعاء الدول الأوروبية وإيقافهم عند حدهم. وأنهم فسقة ويجب تعريتهم . ويتصرفون بتصرف الكفرة . ولا نتحاور معهم فهم أصحاب تقية ولهم أجندات . ومن يرغب بالحوار فيسلم أسلحته ويفصح عمن هو خلفهم ومن يدعمهم"

الدقيقة الثانية وثلاثون ثانية .


الشيخ العلامة عبد المحسن العباد البدر


لما سئل عن جماعتي التبليغ والإخوان المسلمين (( هذه الفرق المختلفة الجديدة أولاً هي محدثة ميلادها في القرن الرابع عشر، قبل القرن الرابع عشر ما كانت موجودة وما كانت مولودة هي في عالم الأموات وولدت في القرن الرابع عشر.
أما المنهج القويم والصراط المستقيم فميلاده أو أصله من بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من حين بعثته عليه الصلاة والسلام فمن اقتدى بهذا الحق والهدى فهذا هو الذي سلم ونجى ، ومن حاد عنه فإنه منحرف.
تلك الفرق أو تلك الجماعات من المعلوم إن عندها صواب وعندها خطأ لكن أخطاؤها كبيرة وعظيمة فيحذر منها ويحرص على إتباع الجماعة الذين هم أهل السنة والجماعة والذين هم على منهج سلف هذه الأمة والذين التعويل عندهم إنما هو على ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام وليس التعويل على أمور جاءت عن فلان وفلان ، وعلى طرق ومناهج أحدثت في القرن الرابع عشر الهجري الذي انفرط .
فإن تلك الجماعات أو الجماعتين اللتين أشير إليهما إنما وجدتا وولدتا في القرن الرابع عشر على هذا المنهج وعلى هذه الطريقة المعروفة التي هي الالتزام بما كانوا عليه مما أحدثه من أحدث تلك المناهج وأوجد تلك المناهج ، فالاعتماد ليس على الأدلة على أدلة الكتاب و السنة وإنما هو على آراء وأفكار ومناهج جديدة محدثة يبنون عليها سيرهم ومنهجهم ، ومن أوضح ما في ذلك أن الولاء والبراء عندهم إنما يكون لمن دخل معهم ومن كان معهم .
فمثلاً جماعة الإخوان من دخل معهم فهو صاحبهم يوالونه ومن لم يكن معهم فإنهم يكونون على خلاف معه ، أما لو كان معهم ولو كان من أخبث خلق الله ولو كان من الرافضة فإنه يكون أخاهم ويكون صاحبهم ، ولهذا من مناهجهم أنهم يجمعون من هب ودب حتى الرافضي الذي هو يبغض الصحابة ، ويكره الصحابة ، ولا يأخذ بالحق الذي جاء عن الصحابة إذا دخل معهم في جماعتهم فهو صاحبهم ويعتبر واحد منهم له مالهم وعليه ما عليهم ))



[فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين: شريط من إصدار تسجيلات منهاج السنة السمعية بالرياض ].






الشيخ صالح ال الشيخ - وزير الشؤون الإسلامية 




(1)- قال -حفظه الله-:






(( أما جماعة الإخوان المسلمين فإن من أبرز مظاهر الدعوة عندهم التكتم والخفا والتلون والتقرب إلى مَن يظنون أنه سينفعهم، وعدم إظهار حقيقة أمرهم، يعني أنهم باطنية بنوعٍ من أنواعها.

وحقيقة الأمر يخفى، مِنهم من خالط بعض العلماء والمشايخ زماناً طويلاً، وهو لا يعرف حقيقة أمرهم، يُظهر كلاماً ويُبطن غيره، لا يقول كلَّ ما عنده.
ومن مظاهر الجماعة وأصولها أنهم يُغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم، ولهم في هذا الإغلاق طرقٌ شتى متنوعة:
- منها إشغال وقت الشباب جميعه من صُبحه إلى ليله حتى لا يسمع قولاً آخر،
- ومنها أنهم يحذِّرون ممن ينقدهم، فإذا رأوا واحداً من الناس يعرف منهجهم وطريقتهم وبدأ في نقدهم وفي تحذير الشباب من الانخراط في الحزبية البغيضة أخذوا يحذِّرون منه بطرق شتى تارةً باتهامه، وتارةً بالكذب عليه، وتارةً بقذفه في أمور هو منها براء ويَعلمون أن ذلك كذب، وتارةً يقفون منه على غلط فيُشنعون به عليه، ويضخِّمون ذلك حتى يصدُّوا الناس عن إتباع الحق والهُدى وهم في ذلك شبيهون بالمشركين يعني في خصلةٍ من خِصالهم حيث كانوا ينادون على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجامع بأن هذا صابيء وأن هذا فيه كذا وفيه كذا حتى يصدُّوا الناس عن إتباعه.
أيضاً مما يميِّز الإخوان عن غيرهم أنهم لا يحترمون السُنة ولا يحبون أهلها، وإن كانوا في الجملة لا يُظهرون ذلك، لكنهم في حقيقة الأمر ما يحبون السُنة ولا يَدعُون لأهلها وقد جربنا ذلك في بعض من كان منتمياً لهم أو يخالط بعضهم، فتجد أنه لَمَّا بدأ يقرأ كتب السُنة مثل صحيح البخاري أو الحضور عند بعض المشايخ لقراءة بعض الكتب، حذَّروه وقالوا هذا لا ينفعك، وش ينفعك صحيح البخاري ؟ ماذا تنفعك هذه الأحاديث ؟ انظر إلى العلماء هؤلاء ما حالهم؟ هل نفعوا المسلمين ؟ المسلمون في كذا وكذا، يعني أنهم لا يقرِّون فيما بينهم تدريس السُنة ولا محبة أهلها فضلاً عن أصل الأصول ألا وهو الاعتقاد بعامة.
من مظاهرهم أيضاً أنهم يرومون الوصول إلى السُلطة وذلك بأنهم يتخذون من رؤوسهم أدوات يجعلونها تصل، وتارةً تكون تلك الرؤوس ثقافية، وتارةً تكون تلك الرؤوس تنظيمية، يعني أنهم يَبذلون أنفسهم ويُعينون بعضهم حتى يصل بطريقة أو بأخرى إلى السُلطة، وقد يكون مغفولاً عن ذلك، يعني إلى سُلطة جزئية، حتى ينفُذُون من خلالها إلى التأثير وهذا يتبع أن يكون هناك تحزب، يعني يقرِّبون مِنهم من في الجماعة، ويُبعِدون من لم يكن في الجماعة فيُقال: فلان ينبغي إبعاده، لا يمكّن من هذا، لا يمكّن من التدريس، لا يمكّن من أن يكون في هذا، لماذا ؟
والله هذا عليه ملاحظات ! ما هي هذه الملاحظات ؟
قال: ليس من الشباب ! ليس من الإخوان ونحو ذلك.
يعني: صار عندهم حب وبغض في الحزب أو في الجماعة، وهذا كما جاء في حديث الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم )) قال: وإن صلى وصام ؟ قال: (( وإن صلى وصام، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها ربكم المسلمين والمؤمنين عباد الله )). وهو حديث صحيح. كذلك ما جاء في الحديث المعروف أنه عليه الصلاة والسلام قال لمن انتخى بالمهاجرين وللآخر الذي انتخى بالأنصار قال: (( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم! )) مع أنهما اسمان شرعيان، المهاجر والأنصاري, لكن لَمَّا كان هناك موالاة ومعاداة عليهما ونصرة في هذين الاسمين، وخرجت النصرة عن اسم الإسلام بعامة صارت دعوى الجاهلية، ففيهم من خِلال الجاهليةِ شيءٌ كثير، ولهذا ينبغي للشباب أن يُنبهوا على هذا الأمر بالطريقة الحُسنى المثلى حتى يكون هناك اهتداء إلى طريق أهل السنة والجماعة وإلى منهج السلف الصالح كما أمر الله جل وعلا بقوله { ادعُ إلى سَبيل ربِّك بالحِكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أَحسن }.
أيضاً من مظاهرهم بل مما يميزهم عن غيرهم أن الغاية عندهم من الدعوة هو الوصول إلى الدولة هذا أمر ظاهر بين في منهج الإخوان بل في دعوتهم. الغاية من دعوتهم هو الوصول إلى الدولة أما أن يُنجَّى الناس من عذابِ الله جل وعلا وأن تُبعث لهم الرحمة بهدايتهم إلى ما يُنجيهم من عذاب القبر وعذاب النار وما يدخلهم الجنة, فليس في ذلك عندهم كثير أمرٍ ولا كبير شأن, ولا يهتمون بذلك لأن الغاية عندهم هي إقامة الدولة ولهذا يقولون الكلام في الحكام يَجمع الناس، والكلام في أخطاء الناس ومعاصيهم يفرِّق الناس فابذلوا ما به تجتمع عليكم القلوب، وهذا لا شك أنه خطأ تأصيلي ونية فاسدة, فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن مسائل القبر ثلاث, يُسأل العبدُ عن ربه، وعن دينه، وعن نبيه صلى الله عليه وسلم فمن صحب أولئك زمناً طويلاً وهو لم يَعلم ما يُنجيه إذا اُدخل في القبر فهل نُصح له ؟ وهل حُبَّ له الخير ؟ إنما جُعل أولئك ليستفادَ منهم للغاية، ولو أحبوا المسلمين حق المحبة لبذلوا النصيحة فيما يُنجِّيهم من عذاب الله، علَّموهم التوحيد وهو أول مسؤول عنه........))
[المرجع: فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين: تسجيلات منهاج السنة بالرياض ].





قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
(( إنَّ إنشاء أي حزب في الإسلام يخالفه بأمر كلي أو بجزئيات لا يجوز ، ويترتب عليه عدم جواز الانتماء إليه ، ولنعتزل تلك الفرق كلها ، وعليه فلا يجوز الانصهار مع راية أخرى تخالف راية التوحيد بأي وجهٍ كان من وسيلة أو غايـة . ومعاذ الله أن تكون الدعوة على سنن الإسلام مِظَلَّة يدخل تحتها أي من أهل البدع والأهواء ، فيُغَض النَّظر عن بدعهم وأهوائهم على حساب الدعوة )) . [حكم الانتماء ص (153)]



الشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين - حفظه الله - :
1) تعريف حسن البنا الحركة بأنها "دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية" (مجموعة رسائله ص156-157)، المهم اجتذاب الجميع لاستخلاص الحكم من أيدي ولاته إلى أيدي القائمين على الحزب.2) مناقضة فكر مؤسس الحزب شرع الله مناقضة صريحة لما ثبت في الصحيحين عن تحديد ونوع الموبقات، فهي في فكر حسن البنا: "الاستعمار، الخلافات السياسية والشخصية والمذهبية، الربا، الشركات الأجنبية، التقليد الغربي، القوانين الوضعية، الإلحاد والفوضى الفكرية، الشهوات والإباحية، فساد الخلق وإهمال الفضائل النفسية، ضعف القيادة وفقدان المناهج العلمية" (مذكرات الدعوة والداعية ص295-296).


وهي في الوحي من حديث من لا ينطق عن الفكر والهوى صلى الله عليه وسلم: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" متفق عليه.3) مناقضة فكر الحزب شرع الله مناقضة صريحة لمحكم آيات الله عن تحديد ونوع أهم وصايا الخالق للمخلوق، فهي في فكر حسن البنا: "قم إلى الصلاة متى سمعت النداء، اتل القرآن أو طالع أو استمع إلى ذكر الله، اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من تعاليم الإسلام، لا تكثر الجدل في أي شأن، لا تكثر الضحك، لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع، تجنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات، تعرف إلى من تلقاه من إخوانك، الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته، وإن كانت لك مهمة فأوجز في قضائها"(1).


وهي في وحي الله من كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: {... أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق...} {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا..}.وختمها الله تعالى بالأمر باتباع شريعة الوحي والنهي عن اتباع سبل الفكر والهوى فقال في سورة الأنعام: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}.وقال في سورة الإسراء بعد ذكر هذه الوصايا بترتيبها: {ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}.4) مناقضة فكر الحزب شرع الله في كل رسالاته (ومع كل رسله) بإهماله نشر توحيد العبادة لله وحده والسنة ومحاربة الشرك الأكبر بالمقامات والمزارات والمشاهد ومادونه من البدع، وقد قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وقال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون}.


د- وقد بدأت مرحلة العنف في مناهضة السلطة الحاكمة باغتيال رئيس وزراء مصر مقابل اغتيال حسن البنا، ثم جاء سيد قطب ليقود العنف الفكري:


1) ظن أن وراثة الحكم "طعنة في قلب الإسلام ونظامه واتجاهه" (معركة الإسلام والرأسمالية ص155 طبع دار الشروق)، مع أن سليمان ورث الملك من أبيه داوود عليهما السلام وورث يزيد التابعي الملك من أبيه معاوية (الصحابي كاتب الوحي المحدث الفقيه الفاتح العظيم)، وأن أبا بكر عهد بالملك من بعده لعمر رضي الله عنهما وتكررت وراثة الحكم في القرون المفضلة.


2) وظن أن تغيير نظام الحكم هو طريق الإصلاح فحرض الشعب على الثورة: "الآن ينبغي أن تتولى الجماهير الكادحة المحرومة المغبونة قضيتها بيدها... إن أحداً لن يقدم لهذه الجماهير عوناً إلا أنفسها فعليها أن تعنى بأمرها ولاتتطلع إلى معونة أخرى" (معركة الإسلام والرأسمالية ص113).


3) وسن للثورة طريق الاشتراكية المخالفة لشرع الله: "للدولة أن تنتزع الملكيات والثروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد ولو كانت هذه الملكيات قد قامت على أسس شرعية ونمت بوسائل شرعية" (المعركة ص44).


وأباح للدولة أن تأخذ نسبة من الربح أو من رأس المال. (المعركة ص 123).


وكان لسيد ما تمنى من تغيير نظام الحكم ونزع الملكيات وتأميم الثروات وتوزيع الأراضي الزراعية الخاصة على من لا يملكها ولم يتحقق الإصلاح بل تم تأميم الفقر وتحقيق الظلم.وبعد أن "قربه قادة الثورة وعمل معهم 12 ساعة يومياًُ في بداية الثورة" وجعلوه "موضع ثقتهم ورشحوه لمناصب هامة وتشاوروا معه في مثل مسائل العمال والحركات الشيوعية التخريبية وفترة الانتقال والدستور واستغرق في العمل معهم حتى فبراير 1953 بدأ الخلاف بينهم (إداري) حول هيئة التحرير، ثم انضم الى جماعة الإخوان المسلمين وانتهى الأمر بسجنه ومحاكمته وشنقه لاعترافه بالتآمر لقتل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وثلاثة من كبار المسؤولين وتفجير محطة الكهرباء ونسف بعض الجسور دفاعاً عن الحزب وأعضائه" كما يقول في مذكرة التحقيق التي نشرها أنصاره في العدد الثاني ومابعده من جريدة (المسلمون) وطبعها أنصاره في (الشركة السعودية للأبحاث والتسويق) ضمن سلسلة كتاب الشرق الأوسط بعنوان (لماذا أعدموني) ص50-61.


وليس السبب ما أشاعه الحزب عن مطالبته بالحكم بما أنزل الله.


هـ- ونتيجة لفكر سيد قطب المكفر لجميع الأمة بالكبائر والصغائر، بل بالمباحات وتحريضه أتباعه على اعتزال الناس وهجر مساجدهم والانعزال في بيوتهم وفكرهم (انظر فكر سيد قطب بين رأيين مكتبة السنة في الخبر) بدأت الحركة الأم تفقد أبناءها الذين ضاقوا بنفسها الطويل فانعزلوا تحت عناوين جديدة (التكفير والهجرة، الجهاد، السروريين، القطبيين).


و- أما الفتنة الحاضرة فهي نتيجة لهذا كله وأساسه المناجزة لا المصابرة، وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها 8407 بتاريخ 19/9/1422هـ اعترافاً صريحاً من أحد أكبر قادة ومفكري الفتنة الحاضرة (أيمن الظواهري) بأن فكر سيد قطب هو محرك الفتنة وبخاصة في كتابه الديناميت (معالم في الطريق) وكتابه (العدالة الاجتماعية) وهذا حق ينقصه ذكر كتابه (في ظلال القرآن) وكتابه (معركة الإسلام والرأسمالية)، وكانت هذه المملكة السوق الأولى والأهم لكتب سيد قطب يقوم على نشرها أخوه محمد قطب (المقيم في حي العزيزية في مكة) مطبوعة في دار الشروق في مصر ولبنان.


ز- وبعد أن كانت كتب سيد (وبخاصة في الظلال) تطبع وتوزع من قبل بعض المؤسسات الحكومية وتدرس في بعض معاهد التعليم (ومنها معهد الخطباء والأئمة التابع للرابطة في مكة) وتوضع في مكتبات المدارس والمساجد بل تذاع مقتطفات منها في الإذاعة (ذكر سيد ذلك في مذكرته للمحققين معه ص77) بدأ يظهر خطر ذلك واتخذت بعض الإجراءات التي قد تتلافى بعض هذا الخطر.ولكن فكر سيد ولو لم ينسب إليه يسيطر على بعض الخطباء وعلى بعض الصحفيين والمثقفين والمفكرين في الإذاعة والتليفزيون ومن ذلك:


1) ادعاء أن الحرب على الإرهاب حرب على الإسلام والحق أنها حرب على المسلمين المشتركين في الإرهاب وعلى غير المسلمين كما حورب ماركوس وكما حورب البعث العراقي الملحد والرافضة الإيرانيون والصرب النصارى والشيوعيون وغيرهم.


2) تأكيد الأئمة في دعاء القنوت (والخطباء يوم الجمعة) أن المسلمين يواجهون اضطهاداً في الدين وهذه فرية لاوجود لها في بلد مسلم ولا كافر منذ طَرْد المسلمين من إسبانيا وأقرب شئ إلى الحقيقة منع أنور خوجة (الألباني الشيوعي) الصلاة في المساجد والكنائس والمعابد ومنع البعث العراقي دروس الدين للجميع في المساجد ثم للسلفيين خاصة (بعد غزو الكويت واحتلالها ثم تحريرها) لأنهم بفضل الله يقرون للسعودية. أما المساجد في أوروبا وأمريكا (بل وإسرائيل) فمفتوحة ليلاً ونهاراً.


3) وصف المنتحرين بأنهم شهداء مخالفة لشرع الله ولواقع حالهم فلا يجوز أن يقال فلان شهيد لمن لم يشهد له الوحي (بعينه) بذلك ولأنهم يقاتلون للحزب والأرض والهوية والقومية لا لتكون كلمة الله هي العلياء غالباً.


ح- وطريق الخلاص من هذه الفتنة محاولة إبعاد فكر التكفير والعنف وفقاً لشرع الله:


1) إجبار الخطباء يوم الجمعة على التزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في قصر خطبة الجمعة على الثوابت الشرعية، نشر التوحيد والسنن والتحذير من الشرك والبدع، وذكر الموت ومابعده من الحشر والحساب والجنة والنار، والتذكير بأيام الله وآلائه، وقراءة القرآن كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان.ولم يذكر عنه مرة واحدة أن تكلم في خطبة الجمعة عن الحوادث والطوارئ والغزوات والمناسبات ولا ذكر عن غيره من الخلفاء القدوة والصحابة وأئمة الفقه في الدين (قبل الأفغاني ومحمد عبده).


وأئمة الحرمين لأنهم قدوة يجب أن يكونوا أول الملتزمين بشرع الله في ذلك.


2) تخصيص الندوات والدروس في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة بعلماء المسلمين لا بالموصوفين بالمفكرين والمثقفين والحركييين.


3) تيسير الحصول على الإذن بإقامة الدروس والندوات في المساجد لمن هم أهل لها من الملتزمين بمنهاج النبوة ومنع الدروس في الاجتماعات الخاصة في الأماكن المغلقة كالاستراحات والمكتبات ودور القرآن الملحقة بالمساجد ليسهل مراقبتها واستفادة الجميع منها.


4) منع محمد قطب من نشر كتب أخيه في المملكة وبخاصة مدة إقامته فيها ومطالبته ودار الشروق باستعادة النسخ التي لم يتم بيعها.


5) إعادة النظر في تنظيم الرحلات المدرسية وجمعيات التوعية والمراكز الصيفية لضمان تخلصها وعدم عودتها إلى خدمة الفكر الضال.


6) عقد حلقات الدروس وتعليم القرآن في المصلى من المسجد ومنع فصلها عنه بغرف خاصة ليسهل مراقبتها واستفادة الجميع منها.


7) وهذه البلاد وهذه الدولة ـ بفضل الله ومنته ـ تميزت بتأسيسها للدعوة إلى التوحيد والسنة وخيرها في بقائها على العهد الذي أسست عليه (كما يكرر جميع ولاة أمره) وبخاصة في هذا العصر الذي قدر الله فيه العودة إلى الدين وتقوم الفتن باسمه جهلاً بحقيقته. حفظها الله وثبتها على دينه.


هامـــش:

(1) مع أن حسن البنا نقل عدد الوصايا العشر من رواية اليهود عن التوراة (المحرفة) فإن الرواية اليهودية كانت أقرب إلى شرع الله من فكره فقد بدأت بتحريم عبادة غير الله وثَنَّت بتحريم نحت التماثيل (تماثيل أي مخلوق) والسجود لها وقد بينت تحريم الزنى وتحريم السرقة وتحريم القتل وأمرت ببر الوالدين وهذه موافقة لشرع الله.


السبت، 5 نوفمبر 2011

(الرحلة إلى بلاد الأشواق)ميمية ابن القيم


لكل منكم سلام يخصه *** يبلغه الأدنى إليكم ويعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية أهل الإسلام
تحية أهل الجنة
هل أبغي بديلا عنها ؟؟ إني إذا لمن الظالمين



القَصِيْدَةُ اْلْمِيمِيَّةُ ِلْابْنِ اْلْقَيِّمِ

رحلة المشتاق إلى بلاد الأشواق




رحلة الأشواق


إذا طَلَعَتْ شمسُ النهارِ فإنَّها ☆☆ أمَارَة تسْلِيمي عليكمْ فسَلّمُوا


سلامٌ مِن الرحمَنِ في كلِّ سَاعة ☆☆ ورَوْحٌ ورَيْحانٌ وفضْلٌ وأنْعُمُ
عَلى الصَّحْبِ والإخْوانِ والوِلْدِ والأُلىَ ☆☆ دَعَوْهم بإحْسَانٍ فجَادُوا وأنْعَمُوا
وسائرِ مَن للسُّنَّةِ المَحْضةِ اقتَفى ☆☆ ومَا زاغ عنها فهو حَقٌّ مُقدَّمُ
أولئكَ أتباعُ النبيِّ وحِزْبُهُ ☆☆ ولوْلاهُمُ ما كان في الأرضِ مُسْلِمُ
ولوْلاهُمُ كادَتْ تَمِيدُ بأهْلِهَا ☆☆ ولكنْ رَوَاسِيها وأوْتادُها هُمُ
ولوْلاهُمُ كانتْ ظلامًا بِأهْلِها ☆☆ وَلكنْ هُمُ فِيها بُدُورٌ وَأنْجُمُ
أولئكَ أصْحَابي فحَيَّ هَلًا بهِمْ ☆☆ وحَيَّ هَلًا بالطيِّبينَ وأنعِمْ
لِكُلِّ امْرِئ ٍمنهم سَلامٌ يَخُصُّهُ ☆☆ يُبَلغُه الأدنَى إليهِ وَينعَمُ
فيَا مُحْسِنًا بَلغْ سَلامِي وَقُلْ لهُمْ ☆☆ مُحِبُّكُمُو يَدْعُو لكُم وَيُسَلمُ
ويَا لائِمِي فِي حُبِّهُمْ وَوَلائِهمْ ☆☆ تأمَّلْ هَدَاكَ اللهُ مَنْ هُوَ ألْوَمُ
بأيِّ دَلِيلٍ أمْ بأيَّةِ حُجةٍ ☆☆ ترَى حُبَّهُمْ عَارًا عَليَّ وَتنقِمُ
ومَا العارُ إلا بُغْضُهُمْ وَاجْتِنابُهُمْ ☆☆ وَحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عارٌ ومَأثمُ
أمَا وَالذِي شقَّ القلوبَ وأوْدَعَ الْـ ☆☆ ـمَحَبَّة فيها حيثُ لا تَتصَرَّمُ
وحَمَّلها قلبَ المُحِبِّ وإنَّهُ ☆☆ ليَضْعُفُ عنْ حَمْلِ القميصِ وَيَألمُ
وَذللها حتى اسْتكانَتْ لِصَوْلةِ الـْ ☆☆ ـمَحَبَّةِ لا تلوي ولا تتلعْثمُ
وذَلَّلَ فيها أنفُسًا دُونَ ذلِّها ☆☆ حِياضُ المَنايا فوقها وَهْيَ حُوَّمُ
لأنْتُمْ عَلى قرْبِ الدِّيارِ وبُعْدِها ☆☆ أحِبَّتُنا إنْ غِبْتُمُوا أو حَضَرْتُمُ
سَلُوا نَسَمَاتٍ الرِّيحِ كم قدْ تحمَّلتْ ☆☆ مَحَبَّة صَبٍّ شوْقهُ ليْس يُكْتَمُ
وشاهِدُ هذا أنَّها في هُبُوبِها ☆☆ تكادُ تبُثُّ الوَجْدَ لوْ تتكَلمُ
وَكُنتُ إذا ما اشْتدَّ بي الشوقُ والجَوَى ☆☆ وكادَتْ عُرَى الصَّبر الجَمِيلِ تَفَصَّمُ
أعَللُ نَفْسِي بالتَّلاقي وَقُرْبِهُ ☆☆ وأُوهِمُها لَكِنَّهَا تَتوَهَّمُ
وأتْبعُ طرْفِي وِجْهَةً أنتُمُ بها ☆☆ فلِي بحِمَاها مَرْبَعٌ ومُخَيَّمُ
ءَأذْكُرُ بَيْتا قالهُ بعضُ مَن خَلا ☆☆ وَقدْ ضلَّ عَنْهُ صبُرُهُ فهُوَ مُغْرمُ
أسَائِلُ عَنكُمْ كلَّ غادٍ ورائحٍ ☆☆ وأومِي إلى أوطانِكُم وأسَلمُ
وكمْ يَصْبِرُ المُشتاقُ عمَّن يُحِبُّهُ ☆☆ وفِي قلبِهِ نارُ الأسَى تتضَرَّمُ
مشهد الحجيج
أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ ☆☆ وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا
وقدْ كَشفُوا تِلكَ الرُّؤوسَ توَاضُعًا ☆☆ لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ
يُهلُّونَ بالبيداءِ لبيك ربَّنا ☆☆ لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ
دعاهُمْ فلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً ☆☆ فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ
ترَاهُمْ على الأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ ☆☆ وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ
وَقدْ فارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً ☆☆ ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْ والتَّنَعُّمُ
يَسِيرونَ مِن أقطارِها وفِجاجِها ☆☆ رِجالا ورُكْبانا ولله أسْلمُوا
ولمَّا رأتْ أبصارُهُم بيتَهُ الذي ☆☆ قلوبُ الوَرَى شوقًا إليهِ تَضَرَّمُ

كأنهمُ لمْ يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ ☆☆ لأنَّ شَقاهُمْ قد ترحَّلَ عنْهُمُ

فلِلَّهِ كمْ مِن عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ ☆☆ وأخرى على آثارِها لا تَقَدَّمُ

وَقدْ شَرِقتْ عينُ المُحِبِّ بدَمْعِها ☆☆ فينظرُ مِن بينِ الدُّموعِ ويُسْجِمُ

إذا عَايَنَتْهُ العَيْنُ زالَ ظلامُها ☆☆ وزالَ عن القلبِ الكئيبِ التألُّمُ

ولا يَعْرِفُ الطرْفُ المُعايِنُ حسْنَهُ ☆☆ إلى أن يعودَ الطرْفُ والشوقُ أعْظمُ

ولا عجبٌ مِن ذا فحِينَ أضافهُ ☆☆ إلى نفسِهِ الرحمنُ ؛ فهو المعظَّمُ

كسَاهُ منَ الإجْلالِ أعظمَ حُلةٍ ☆☆ عليها طِرازٌ بالمَلاحَةِ مُعْلَمُ

فمِنْ أجلِ ذا كلُّ القلوبِ تُحِبُّهُ ☆☆ وتَخْضَعُ إجْلالا لهُ وتُعَظِّمُ

ورَاحُوا إلى التَّعْريفِ يَرْجُونَ رحمةً ☆☆ ومغفرة مِمَّن يجودُ ويُكرِمُ

فلِلهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذي ☆☆ كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ أعظمُ

ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ ☆☆ يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو أكرَمُ

يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً ☆☆ وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ

فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ ☆☆ وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ وأنْعِمُ

فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي ☆☆ به يَغفرُ اللهُ الذنوبَ ويَرحمُ

فكمْ مِن عتيقٍ فيه كَمَّلَ عِتقهُ ☆☆ وآخرَ يَسْتسعَى وربُّكَ أرْحَمُ

ومَا رُؤيَ الشيطانُ أغيظَ في الوَرَى ☆☆ وأحْقرَ منهُ عندها وهو ألأَمُ

وَذاكَ لأمْرٍ قد رَآه فغاظهُ ☆☆ فأقبلَ يَحْثُو التُّرْبَ غَيْظا وَيَلطِمُ

وما عاينتْ عيناه مِن رحمةٍ أتتْ ☆☆ ومغفرةٍ مِن عندِ ذي العرْشِ تُقْسَمُ

بَنَى ما بَنى حتى إذا ظنَّ أنه ☆☆ تمَكَّنَ مِن بُنيانِهِ فهو مُحْكَمُ

أتَى اللهُ بُنيَانًا له مِن أساسِهِ ☆☆ فخرَّ عليه ساقطا يتهدَّمُ

وَكمْ قدْرُ ما يعلو البناءُ ويَنْتهي ☆☆ إذا كان يَبْنِيهِ وذو العرش يهدِمُ

وراحُوا إلى جَمْعٍ فباتُوا بمَشعَرِ الْـ ☆☆ ـحَرَامِ وصَلَّوْا الفجْرَ ثمَّ تقدَّموا

إلى الجَمْرةِ الكُبرَى يُريدون رَمْيَها ☆☆ لوقتِ صلاةِ العيدِ ثمَّ تيَمَّمُوا

منازلَهمْ للنحْرِ يَبغونَ فضلَهُ ☆☆ وإحياءَ نُسْكٍ مِن أبيهمْ يُعَظَّمُ

فلوْ كان يُرضِي اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ ☆☆ لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِ سلَّمُوا

كما بَذلُوا عندَ الجِهادِ نُحورَهُمْ ☆☆ لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ

ولكنَّهمْ دانُوا بوضْعِ رؤوسِهمْ ☆☆ وذلِكَ ذلٌّ للعبيدِ ومَيْسَمُ

ولمَّا تقضَّوْا ذلكَ التَّفَثَ الذِي ☆☆ عليهمْ وأوْفَوا نذرَهُمْ ثمَّ تَمَّمُوا

دعاهُم إلى البيتِ العتيقِ زيارةً ☆☆ فيَا مرحَبًا بالزائِرين وأكرمُ

فلِلهِ ما أبْهَى زيارتَهُمْ لهُ ☆☆ وقدْ حُصِّلتْ تلكَ الجَوائزِ تُقْسَمُ

وَللهِ أفضالٌ هناكَ ونِعْمَةٌ ☆☆ وبِرٌّ وإحْسَانٌ وجُودٌ ومَرْحَمُ

وعادُوا إلى تلكَ المنازلِ مِن مِنَى ☆☆ ونالُوا مناهُمْ عندَها وتَنَعَّمُوا

أقامُوا بها يومًا ويومًا وثالثًا ☆☆ وأذِّنَ فِيهمْ بالرحيلِ وأعْلِمُوا

وراحُوا إلى رمْيِ الجمارِ عَشِيَّةً ☆☆ شعارُهُمُ التكْبيرُ واللهُ معْهُمُ

فلو أبْصرَتْ عيناكَ موقفَهمْ بها ☆☆ وَقدْ بسَطوا تلكَ الأكفَّ لِيُرْحَمُوا

ينادونَهُ يا ربِّ يا ربِّ إننا ☆☆ عبيدُكَ لا ندْعو سواكَ وتَعْلمُ

وها نحنُ نرجو منكَ ما أنتَ أهلُهُ ☆☆ فأنتَ الذي تُعْطِي الجزيلَ وتُنْعِمُ

ولمَّا تقضَّوْا مِن مِنًى كلَّ حاجةٍ ☆☆ وسالتْ بهمْ تلكَ البِطاحُ تقدَّموا

إلى الكعبةِ البيتِ الحَرامِ عشيةً ☆☆ وطافُوا بها سبْعًا وصَلوْا وسَلَّمُوا


آلام الوداع

ولمَّا دَنا التوْدِيعُ منهمْ وأيْقنُوا ☆☆ بأنَّ التدَانِي حبْلُهُ مُتَصَرِّمُ

ولمْ يبقَ إلا وقفةٌ لِمُوَدِّعٍ ☆☆ فلِلهِ أجفانٌ هناكَ تُسَجَّمُ

وللهِ أكبادٌ هنالِكَ أُودِعَ الْـ ☆☆ ـغرامُ بها فالنارُ فيها تَضرَّمُ

وللهِ أنفاسٌ يكادُ بحَرِّها ☆☆ يذوبُ المُحِبُّ المُسْتهَامُ المُتيَّمُ

فلمْ ترَ إلا باهِتًا مُتَحَيِّرًا ☆☆ وآخرَ يُبْدِي شجوَهُ يَترَنَّمُ

رَحَلتُ وأشْواقِي إليكمْ مُقِيمَةٌ ☆☆ ونارُ الأسَى مِنِّي تَشُبُّ وتَضْرمُ

أوَدِّعُكُمْ والشوقُ يُثنِي أعِنَّتِي ☆☆ وقلبيَ أمْسَى فِي حِماكُمْ مُخَيِّمُ

هنالِكَ لا تَثْريبَ يومًا عَلىَ امرئٍ ☆☆ إذا ما بَدا منهُ الذي كانَ يَكْتُمُ

فيَا سائِقينَ العِيسَ باللهِ ربِّكمْ ☆☆ قِفوا لِي على تلكَ الرُّبوعِ وسَلِّمُوا

وقولوا مُحِبٌّ قادهُ الشوقُ نحوكُمْ ☆☆ قضَى نحبَهُ فيكُمْ تَعِيشُوا وَتسْلمُوا

قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ ☆☆ بأنَّ الهوَى يُعمِي القلوبَ ويُبْكِمُ

وحُبُّكُمُ أصْلُ الهَوَى ومَدَارُهُ ☆☆ عليهِ وفوزٌ للمُحِبِّ ومَغْنَمُ

وتفنَى عِظامِ الصَّبِّ بعدَ مَماتِهِ ☆☆ وأشواقُهُ وقْفٌ عليهِ مُحَرَّمُ



انتفاضة البعث !

فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى ☆☆ أزِمَّتَهُ حتى مَتى ذا التلوُّمُ

وحَتَّامَ لا تصْحُو وقدْ قرُبَ المَدَى ☆☆ ودُنّتْ كُؤوسُ السَّيْرِ والناسُ نوَّمُ

بَلى سوفَ تصحُو حين ينكشفُ الغَطا ☆☆ ويبدو لكَ الأمرُ الذي أنتَ تكتُمُ

ويا مُوقِدًا نارًا لغيركَ ضوؤُها ☆☆ وحرُّ لَظاها بينَ جنْبَيْك يَضرِمُ

أهذا جَنَى العلمِ الذي قد غرستَهُ ☆☆ وهذا الذي قد كنتَ ترجوهُ يُطْعِمُ

وهذا هو الحظُّ الذي قد رضيتَهُ ☆☆ لِنفسكَ في الدارَيْنِ جاهٌ ودِرهمُ

وهذا هو الرِّبحُ الذي قد كسبتَهُ ☆☆ لَعمرُكَ لا رِبحٌ ولا الأصلُ يَسْلَمُ

بَخِلتَ بشيءٍ لا يضرُّكَ بذلُهُ ☆☆ وجُدْتَ بشيءٍ مثلُهُ لا يُقَوَّمُ

بَخِلتَ بذا الحظِّ الخسِيسِ دناءةً ☆☆ وجُدْتَ بدارِ الخُلدِ لو كنتَ تَفهمُ

وبِعْتَ نعيمًا لا انقضاءَ له ولا ☆☆ نظيرَ ببخْسٍ عن قليلٍ سيُعْدَمُ

فهلا عكستَ الأمرَ إنْ كنتَ حازمًا ☆☆ ولكن أضعتَ الحزمَ لو كنتَ تعلَمُ

وتهدِمُ ما تَبنِي بكفِّك جاهدًا ☆☆ فأنتَ مَدى الأيامِ تبنِي وتَهْدِمُ

و عندَ مرادِ الله تفنَى كمَيِّتٍ ☆☆ وعندَ مرادِ النفسِ تُسْدِي وتُلْحِمُ

وعند خِلافِ الأمر تحتَجُّ بالقَضَا ☆☆ ظهيرًا على الرحمن للجَبْرِ تزْعُمُ

تُنَزِّهُ منكَ النفسَ عن سوء فِعْلِها ☆☆ وتعتِبُ أقدارَ الإلَهِ وتَظْلِمُ

تُحِلُّ أمورا أحكمَ الشرعُ عَقْدَها ☆☆ وتقصِدُ ما قد حلَّه الشرْعُ تُبْرِمُ

وتَفهمُ من قولِ الرسولِ خلافَ ما ☆☆ أرادَ لأن القلبَ منك مُعجَّمُ

مطيعٌ لِداعِي الغَيِّ عاصٍ لِرُشْدِهِ ☆☆ الى ربِّه يومًا يُرَدُّ ويَعلَمُ

مُضِيعٌ لأمرِ اللهِ قد غشَّ نفسَهُ ☆☆ مُهينٌ لها أنَّى يُحَبُّ ويُكرَمُ

بطيءٌ عن الطاعاتِ أسرعُ للخَنَا ☆☆ مِنَ السيلِ في مَجْرَاهُ لا يَتَقَسَّمُ

وتَزْعم معْ هذا بأنكَ عارفٌ ☆☆ كذَبْتَ يقِينًا في الذي أنتَ تزعُمُ

وما أنتَ إلا جاهلٌ ثم ظالمٌ ☆☆ وأنكَ بين الجاهلِينَ مُقَدَّمُ

إذا كان هذا نصحُ عبدٍ لنفسِهِ ☆☆ فمَنْ ذا الذي منه الهُدَى يُتَعَلَّمُ

وفي مثلِ هذا الحالِ قد قال مَن مَضَى ☆☆ و أحسنَ فيما قالَهُ المتَكلِّمُ

فإنْ كنْتَ لا تدرِي فتلكَ مُصيبةٌ ☆☆ وإنْ كنتَ تَدْرِي فالمصيبةُ أعْظَمُ

ولو تُبْصِرُ الدنيا وراءَ سُتُورِها ☆☆ رأيتَ خيَالا في منامٍ سَيُصْرَمُ

كحُلمٍ بطيفٍ زار في النوم وانقضَى الـْ ☆☆ ـمنامُ وراحَ الطيفُ والصبُّ مُغْرَمُ

وظِلٍّ أتتْهُ الشمسُ عند طلوعِها ☆☆ سَيُقْلَصُ في وقتِ الزوالِ ويَفْصِمُ

ومُزْنَةِ صيفٍ طابَ منها مَقِيلُها ☆☆ فولَّتْ سرِيعًا والحُرُورُ تَضَرَّمُ

ومَطْعَمِ ضيفٍ لذَّ منه مَسَاغُهُ ☆☆ وبعدَ قليلٍ حالُهُ تلكَ تُعْلَمُ

كَذا هذهِ الدُّنيا كأحلامِ نائمٍ ☆☆ ومِنْ بعدِها دارُ البقاءِ سَتُقْدِمُ

فجُزْها مَمَرًّا لا مقرًّا وكنْ بِها ☆☆ غريبًا تَعِشْ فيها حمَيِدًا وتَسْلَمُ

أو ابنَ سبيلٍ قالَ في ظِلِّ دَوْحَةٍ ☆☆ وراحَ وخلَّى ظِلَّها يَتَقَسَّمُ

أخا سَفَرٍ لا يستقرُّ قَرارُهُ ☆☆ إلى أنْ يَرى أوطانَهُ ويُسَلِّمُ

فيا عجبًا ! كمْ مَصْرَعٍ وَعَظَتْ بِهِ ☆☆ بنِيها ولكنْ عن مَصارعِها عَمُوا

سقتْهمْ كؤوسَ الحُبِّ حَتى إذا نَشَوْا ☆☆ سقتْهم كؤوسَ السُّمِّ والقومُ نُوَّمُ

و أعجبُ ما في العَبْدِ رؤيةُ هذه الـْ ☆☆ ـعَظائِمِ والمغمورُ فيها مُتَيَّمُ

وما ذاك إلا أنَّ خمرةَ حُبِّها ☆☆ لَتَسْلِبُ عقلَ المرءِ منه وتَصْلِمُ

وأعجبُ مِن ذا أن أحبَابَها الأُلى ☆☆ تُهينُ ولِلأَعْدَا تُراعِي وتُكْرِمُ

وذلكَ بُرهانٌ على أنّ قدْرَها ☆☆ جناحُ بعوضٍ أو أدقُّ و أَلْأَمُ

وحَسْبُكَ ما قال الرسولُ مُمَثِّلا ☆☆ لها ولِدارِ الخُلدِ والحقُّ يُفهَمُ

كما يُدلِيَ الإنسانُ في اليمِّ أُصْبُعًا ☆☆ ويَنْزِعهُا عنه فما ذاكَ يَغْنَمُ ؟
أمنيات
ألا ليتَ شِعْري هلْ أبِيتَنَّ ليلةً ☆☆ على حَذَرٍ مِنها وأمْريَ مُبْرَمُ

وهلْ أرِدَنْ ماءَ الحياةِ وأرْتَوِي ☆☆ عَلى ظمإٍ مِن حوضِهِ وهوَ مُفْعَمُ

وهلْ تَبْدُوَنْ أعلامُها بعدَما سَفَتْ ☆☆ على رَبْعِها تِلكَ السَّوافِي فَتُعْلَمُ

وهلْ أفرِشَنْ خدِّي ثَرَى عتَبَاتِهِمْ ☆☆ خُضُوعًا لَهم كَيْما يَرِقُّوا ويَرْحَمُوا

وهلْ أرْمِيَنْ نفسِي طرِيحًا ببابِهم ☆☆ وطَيْرُ منايا الحبِّ فوقي تُحَوِّمُ

فيا أسفِي تفنَى الحياةُ وتنقضي ☆☆ وذا العتْبُ باقٍ ما بَقِيتُمْ وعِشْتُمُ

فما منكمُ بُدٌّ ولا عنكم غِنًى ☆☆ ومالِيَ مِن صَبْرٍ فأسْلُوَ عنْكُمُ

ومَن شاءَ فلْيَغْضَبْ سواكُم فلا أذًى ☆☆ إذا كنتمُ عن عبْدِكُمْ قدْ رَضِيتُمُ

وعُقْبَى اصْطِباري فِي هَواكُم حميدةٌ ☆☆ ولكنها عنكمْ عِقابٌ ومَأثَمُ

وما أنا بالشاكي لما ترتَضونَهُ ☆☆ ولكنَّنِي أرضَى به و أُسَلِّمُ

وحَسْبِي انْتِسابي مِن بُعَيْدٍ إلَيْكُمُ ☆☆ ألا إنهُ حظٌّ عظيمٌ مُفْخَّمُ

إذا قيلَ هذا عبدُهُم ومُحِبُّهُم ☆☆ تَهَلَّلَ بِشْرًا وجهُهُ يَتَبَسَّمُ

وها هو قد أبدَى الضراعةَ سائلا ☆☆ لكمْ بِلِسانِ الحالِ والقالِ مُعْلِمُ

أحِبَّتَهُ عَطْفًا عليهِ فإنهُ ☆☆ لَفِي ظمأٍ والموردُ العَذْبُ أنْتُمُ

سبيل النجاة

فَيَا ساهِيا في غمْرَةِ الجهلِ والهَوَى ☆☆ صريعَ الأماني عن قَريبٍ ستَنْدَمُ

أفِقْ قد دَنا الوقتُ الذي ليْس بَعدَهُ ☆☆ سِوى جنةِ أو حرِّ نار تضرَّمُ

وبالسُّنَّة الغرَّاء كنْ متمسِّكًا ☆☆ هي العُرْوةُ الوُثقى التي ليْس تُفْصَمُ

تمَسَّكْ بها مَسْكَ البخيلِ بِمالِهِ ☆☆ وعَضَّ عليها بالنواجِذِ تسْلَمُ

وَدَعْ عنكَ ما قد أحدثَ الناسُ بَعدَها ☆☆ فمَرْتعُ هاتيكَ الحوادثِ أوْخَمُ

وهَيِّئْ جوابًا عندما تسمعُ النِّدا ☆☆ مِن اللهِ يومَ العرضِ ماذا أجبْتُمُ؟

بِهِ رُسُلي لَمّا أتوْكُمْ فمَنْ يَكُنْ ☆☆ أجابَ سِواهمْ سوف يُخْزَى ويَنْدَمُ

وخُذ مِن تُقى الرحمنِ أعظمَ جُنَّةٍ ☆☆ ليومٍ بِهِ تبدو عَيَانًا جهنمُ

ويُنْصَبُ ذاكَ الجسرُ من فوق مَتْنِها ☆☆ فهاوٍ ومَخدوشٌ وناجٍ مُسَلَّمُ

ويأتي إلَهُ العالمين لِوعْدِهِ ☆☆ فيفْصِلُ ما بين العبادِ ويَحْكُمُ

ويأخذُ لِلمظلومِ ربُّكَ حَقَّهُ ☆☆ فيا بُؤْسَ عَبْدٍ للخلائقِ يَظْلِمُ

ويُنْشَر دِيوانُ الحسابِ وتوضعُ الْـ ☆☆ ـموازينُ بالقِسط الذي ليس يَظلِمُ

فلا مُجرمٌ يَخشَى ظُلامةَ ذرَّةٍ ☆☆ ولا مُحسِنٌ مِن أجرِهِ ذاكَ يُهْضَمُ

وتشهَدُ أعضاءُ المسيءِ بما جَنَى ☆☆ كذاكَ على فِيهِ المهيمنُ يَختِمُ

فياليْتَ شِعري كيفَ حالكُ عندَما ☆☆ تطايَرُ كُتبُ العالمينَ وتُقسَمُ

أتأخذُ باليُمنَى كتابَكَ أمْ تَكُنْ ☆☆ بِأخْرَى وراءَ الظَّهْرِ منكَ تُسَلَّمُ

وتقرأُ فيه كلَّ شيءٍ عمِلْتَهُ ☆☆ فيُشْرِقُ منكَ الوَجْهُ أو هُوَ يُظْلِمُ

تقولُ كتابِي فاقرؤُوهُ فإنهُ ☆☆ يُبَشِّرُ بالفوزِ العظيمِ ويُعْلِمُ

وإنْ تكنِ الأخرى فإنكَ قائلٌ ☆☆ ألَا ليتنِي لَمْ أوتَهْ فهو مُغْرَمُ

فبادِر إذا مادام في العمر فُسْحَةٌ ☆☆ وعَدْلُكَ مقبولٌ وصرْفُكَ قيِّمُ

وَجِدَّ وسارِعْ واغتَنِمْ زمَنَ الصِّبا ☆☆ ففي زمن الإمْكانِ تسْعَى وتَغْنَمُ

وسِر مُسْرِعًا فالسَّيْرُ خلفَكَ مُسْرِعًا ☆☆ وهيهاتَ ما منهُ مَفَرٌّ ومَهْزَمُ

فهُنَّ المنايا أيَّ وادٍ نَزَلْتَهُ ☆☆ عليها القُدُومُ أو عليكَ ستَقْدمُ
بلاد الأشواق

وَمَا ذاكَ إلا غيْرةً أن ينالَها ☆☆ سِوَى كُفئِها والربُّ بالخَلْقِ أعْلَمُ

وإنْ حُجِبَتْ عنَّا بكلِّ كريهةٍ ☆☆ وحُفَّتْ بما يؤذي النفوسَ ويُؤلِمُ

فَلِلهِ ما في حَشْوِها مِن مَسرَّةٍ ☆☆ وأصنافِ لذَّاتٍ بِها نَتَنَعَّمُ

ولله بَرْدُ العيشِ بينَ خِيامِها ☆☆ ورَوضاتِها والثغرُ في الروضِ يَبْسُمُ

فَلِلَّهِ واديها الذي هوَ موعدُ الْـ ☆☆ ـمَزيدِ لِوَفدِ الحُبِّ لو كنتَ مِنهمُ

بِذيَّالِكَ الوادي يَهيمُ صَبابَةً ☆☆ مُحِبٌّ يرى أن الصَّبابَةَ مغنَمُ

وَلله أفراحُ المُحِبين عندما ☆☆ يُخاطِبُهُم مِن فوقِهم ويُسَلِّمُ

ولله أبصارٌ ترى اللهَ جَهرةً ☆☆ فلا الضَّيْمُ يَغْشاها ولا هي تَسْأمُ

فيا نَظرةً أهْدَتْ إلى القلب نَضْرَةً ☆☆ أمِنْ بَعْدِها يَسْلو المحُبُّ المتيَّمُ

ولله كمْ مِن خَيْرَةٍ لو تَبَسَّمَتْ ☆☆ أضاءَ لَها نورٌ مِن الفَجْرِ أعظَمُ

فيَا لذةَ الأبْصارِ إنْ هِيَ أقبَلَتْ ☆☆ ويا لذَّةَ الأسْماعِ حينَ تَكَلَّمُ

ويا خَجْلَةَ الغُصْنِ الرطيبِ إذا انْثَنَتْ ☆☆ ويا خَجْلَةَ البَحرَيْنِ حين تَبَسَّمُ

فإن كنتَ ذا قلبٍ عليلٍ بِحُبِّها ☆☆ فلم يبقَ إلا وصْلُها لكَ مَرْهَمٌ

ولا سِيَّما في لَثْمِها عندَ ضمِّها ☆☆ وقد صارَ منها تحتَ جيدِكَ مِعْصَمُ

يَراها إذا أبْدَتْ لهُ حُسْنَ وجْهها ☆☆ يلذُّ بِها قبلَ الوِصالِ ويَنْعَمُ

تفَكَّهُ منها العينُ عند اجتِلائِها ☆☆ فواكهَ شتَّى طلعُها ليس يُعْدَمُ

عناقِدَ مِن كرْمٍ وتُفّاحَ جنَّةٍ ☆☆ ورُمانَ أغْصانٍ بِها القلبُ مُغْرَمُ

ولِلوَرْدِ ما قدْ ألْبَسَتْهُ خُدودها ☆☆ ولِلخَمْرِ ما قد ضمَّهُ الرِّيقُ والفَمُ

تَقَسَّمَ منها الحُسْنُ في جَمْعِ واحِدٍ ☆☆ فيَا عَجَبًا مِن واحِدٍ يَتَقَسَّمُ

تُذكِّرُ بالرحمنِ مَن هو ناظرٌ ☆☆ بجملتِها أنَّ السُّلُوَّ مُحَرَّمُ

لَها فِرَقٌ شَتَّى مِنَ الحُسْنِ أُجْمِعَتْ ☆☆ فينطِقُ بالتَّسبيحِ لا يَتَلَعْثَمُ

إذا قابلتْ جيشَ الهُمومِ بِوجْهها ☆☆ تولىَّ على أعقابِه الجيشُ يُهْزَمُ

ولَمّا جرَى ماءُ الشبابِ بِغُصْنِها ☆☆ تَيَقَنّ حقًّا أنَّهُ ليسَ يُهْزَمُ

فيَا خاطبَ الحسْناءِ إنْ كُنْتَ راغِبًا ☆☆ فهذا زمانُ المَهْرِ فهو المقدَّمُ

وكنْ مُبْغِضًا للخائناتِ لحبِّها ☆☆ فتحظى بِها مِن دونِهنَّ وتنعمُ

وكنْ أيّمًا مما سواها فإنها ☆☆ لِمثلكَ في جناتِ عدن تأيّمُ

وصمْ يومَك الأدْنى لعلكَ في غدٍ ☆☆ تفوزُ بِعِيدِ الفِطْرِ والناسُ صُوَّمُ

وأقدِمْ ولا تقْنَعْ بعَيْشٍ مُنَغَّصٍ ☆☆ فما فازَ باللذاتِ مَن ليس يقدمُ

وإن ضاقتِ الدنيا عليكَ بأسرِها ☆☆ ولم يكُ فيها منزلٌ لكَ يُعلَمُ

فحيَّ على جناتِ عدْنٍ فإنَّها ☆☆ منازلكَ الأولى وفيها المخيَّمُ

ولكننا سَبْيُ العدوِّ فهل ترى ☆☆ نعودُ إلى أوطانِنا ونسلَّمُ

وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأى ☆☆ وشطَّتْ به أوطانُه فهو مؤلم

وأيُّ اغترابٍ فوق غربَتِنا التي ☆☆ لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ

وحيَّ على روضاتِها وخيامِها ☆☆ وحيَّ على عيشٍ بها ليسَ يُسْأمُ

وحيَّ على السوقِ الذي فيه يلتقِي الْـ ☆☆ ـمُحِبُّون ذاكَ السوق للقومِ يُعلَمُ

فما شئتَ خذْ منه بلا ثمنٍ له ☆☆ فقد أسلفَ التجار فيه وأسلمُوا

وحيَّ على يومِ المزيدِ الذي به ☆☆ زيارةُ ربِّ العرشِ فاليوم موسِمُ

وحيّ على وادٍ هنالكَ أفْيَح ☆☆ وتُرْبَتُهُ مِن أذفرِ المِسكِ أعظَمُ

منابر مِن نورٍ هناك وفضةٍ ☆☆ ومن خالِصِ العِقْيانِ لا تتفصَّمُ

ومِنْ حوْلِها كثبانُ مِسْكٍ مقاعدٌ ☆☆ لمِن دونهم هذا العطاءُ المفخَّمُ

يرونَ به الرحمنَ جلَّ جلالُه ☆☆ كرؤيةِ بدرِ التَّمِّ لا يُتَوَهَّمُ

وكالشمسِ صحْوًا ليس مِن دون أفْقِها ☆☆ سحابٌ ولا غيمٌ هناكَ يغيّمُ

فبينا همُ في عيشِهِم وسرورِهم ☆☆ وأرزاقُهُم تجرى عليهِمْ وتُقْسَمُ

إذا همْ بنور ساطعٍ قد بدا لهمْ ☆☆ سلامٌ عليكم طبْتُم ونَعِمْتُمُ

سلامٌ عليكمْ يَسمعونَ جميعُهُم ☆☆ بآذانِهم تسليمُهُ إذْ يُسَلِّمُ

يقولُ : سلوني ما اشْتَهَيْتُمْ فكلُّ ما ☆☆ تُريدون عِندي إنني أنا أرْحَمُ

فقالوا جميعًا نحن نسألكَ الرِّضا ☆☆ فأنتَ الذي تُولي الجميلَ وتَرْحَمُ

فيُعطيهمُ هذا ويُشهِدُ جَمْعَهمْ ☆☆ عليهِ تعالى اللهُ فاللهُ أكرمُ

فَبِاللهِ ما عُذْرُ امرئٍ هو مؤمنٌ ☆☆ بِهذا ولا يَسعى له ويقدّمُ ؟؟

ولكنما التوفيقُ بالله إنَّهُ ☆☆ يَخصُّ به مَنْ شاءَ فضلا ويُنْعِمُ

فيا بائِعًا هذا بِبَخْسٍ مُعَجَّلٍ ☆☆ كأنكَ لا تدري بل سوفَ تَعْلَمُ
نهاية المطاف

فقدِّمْ فدَتْكَ النفسُ نفسَكَ إنَّها ☆☆ هي الثمنُ المَبْذولُ حين تُسَلّمُ

وخضْ غَمَراتِ الموتِ وارْقَ معارجَ الْـ ☆☆ ـمحبَّةِ في مرضاتِهم تتسَنَّمُ

وسلِّمْ لَهُم ما عاقَدُوكَ عليهِ إنْ ☆☆ تُرِدْ منهُمُ أن يَبْذُلُوا ويُسَلِّمُوا

فما ظفرتْ بالوصْلِ نفسٌ مَهِينَةٌ ☆☆ ولا فازَ عبْدٌ بالبَطالَةِ يَنْعَمُ

وإنْ تكُ قد عاقَتْكَ سُعْدَى فقَلْبُكَ الْـ ☆☆ ـمُعَنَّى رهينٌ في يَدَيْها مُسَلَّمُ

وقد ساعدتْ بالوصل غيرَكَ فَالهوى ☆☆ لها مِنْكَ والواشِي بِها يَتَنَعَّمُ

فدَعْها وسَلِّ النفسَ عنها بِجَنَّةٍ ☆☆ من العِلم في روضاتِها الحقّ يَبسُمُ

وقد ذُلِّلَتْ منها القُطُوفُ فمَنْ يُرِدْ ☆☆ جَناها يَنَلْهُ كيف شاءَ ويَطْعَمُ

وقد فُتِحَتْ أبْوابُها وتَزَيَّنَتْ ☆☆ لِخُطّابِها فالحسْنُ فيها مُقسّمُ

وقدْ طابَ منها نُزْلُها ونَزيلُها ☆☆ فطوبَى لِمَنْ حلُّوا بِها وتنَعَّمُوا

أقامَ على أبوابِها داعِي الهُدَى ☆☆ هَلُمُّوا إلى دارِ السّعادةِ تَغْنَمُوا

وقد غرسَ الرحمنُ فيها غِراسَهُ ☆☆ مِن الناسِ والرحمنُ بالخَلْقِ أعْلَمُ

ومَن يَغْرِسِ الرحمنُ فيها فإنَّه ☆☆ سعيدٌ وإلا فالشَّقاءُ مُحَتَّمُ
لا إله إلا الله




اللهم أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبتَ
أسألك بأنك أن الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
اللهم اغفر وارحم وتجاوز عن كل من قرأ الموضوع هذا
اللهم مد له في عمره على الطاعة
اللهم ارزقه رزقا حسنا . .
اللهم واهده وأحسن خاتمه واجمعه مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين
اللهم واجعله من أسرع الناس عبورا للصراط
اللهم واجعله ممن يظلّ يوم لا ظل إلا ظلك

اللهم قه عذاب النار وعذاب القبر

يالله
إنك سميع الدعاء


اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان

اللهم انصر من نصر السنة

الله عليك بكل من حارب السنة

اللهم أحينا وتوفنا على السنة

اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل

---{} لا تنساني من دعائك بظهر الغيب {}---

وصل اللهم وسلم على عبدك وصفيك محمد
وعلى آله
ومن تبعه
بإحسان
ليوم المعاد