الحزب الإخواني
سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: حركة الإخوان المسلمين دخلت المملكة منذ فترة وأصبح لها نشاط بين طلبة العلم، ما رأيكم في هذه الحركة ؟ وما مدى توافقها مع منهج السُنة والجماعة ؟
الجواب: حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم؛ لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله و إنكار الشرك وإنكار البدع، لهم أساليب خاصة ينقصها عدم النشاط في الدعوة إلى الله، وعدم التوجه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السُنة والجماعة. فينبغي للإخوان المسلمين أن تكون عندهم عناية بالدعوة السَلفية، الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار عبادة القبور، والتعلق بالأموات والاستغاثة بأهل القبور كالحسين أو الحسن أو البدوي، أو ما أشبه ذلك، يجب أن يكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل، بمعنى لا إله إلا الله، التي هي أصل الدين، وأول ما دعا إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة دعا إلى توحيد الله، إلى معنى لا إله إلا الله، فكثير من أهل العلم ينتقدون على الإخوان المسلمين هذا الأمر، أي: عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله، والإخلاص له، وإنكار ما أحدثه الجهال من التعلق بالأموات والاستغاثة بهم، والنذر لهم والذبح لهم، الذي هو الشرك الأكبر، وكذلك ينتقدون عليهم عدم العناية بالسُنة: تتبع السُنة، والعناية بالحديث الشريف، وماكان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية، وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيها، ونسأل الله أن يوفقهم ويعينهم ويصلح أحوالهم.
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالعزيز بن باز، حديث النبي –- - صلى الله عليه وسلم - -- في افتراق الأمم: قوله: (( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة )).
فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع.
وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة.
هل هاتين الفرقتين تدخل...؟
فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:
تدخل في الثنتـين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله ( أمتي ) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامة على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب:
نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.
[ ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل سنة (1419)]
سماحة الشيخ المحدث ناصر الدين الإلباني رحمه الله
قال – رحمه الله :
" ليس صوابا أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السُنة؛ لأنهم يحاربون السُنة "
وقال في قاعدتهم : ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) :
الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة التي وضعها لهم رئيسهم الأول، وعلى إطلاقها، ولذلك لاتجد فيهم التناصح المستقى من نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنةعملياً ،بعيدين فكرياً عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً، وبالتالي بعيدين عن تطبيقالإسلام عملياً ؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه "
العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
هل هناك نصوص في كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - فيها إباحة تعدُّد الجماعات الإسلامية ؟
فأجاب بقوله : (( ليس في الكتاب والسُنَّة ما يبيح تعدُّد الجماعات والأحزاب ، بل إنَّ في الكتاب والسُنَّة ما يَذُمّ ذلك ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}، وقال تعالى : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }.
ولا شكَّ أنَّ هذه الأحزاب تنافي ما أمر الله ، بل ما حثَّ الله عليه في قوله: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }، ولا سيّما حينما ننظر إلى آثار هذا التفرُّق والتحزُّب حيث كان كُلّ حزب وكُلُّ فريق يرمي الآخر بالتشنيع والسبِّ والتفسيق، وربما بما هو أعظم من ذلك، لذلك فإنَّنِي أرى أنَّ هذا التحزُّبَ خطأٌ )).
العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
(2)- وسُئل – حفظه الله - : ما حكم وجود مثل هذه الفرق: التبليغ، والإخوان المسلمين، وحزب التحرير، وغيرها في بلاد المسلمين عامة ؟
فقال: (( هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرقنا وتجعل هذا تبليغياً وهذا إخوانياً وهذا كذا..., لِمَ هذا التفرق ؟ هذا كفرٌ بنعمة الله سبحانه وتعالى، ونحن على جماعةٍ واحدة وعلى بينةٍ من أمرنا، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ لماذا نتنازل عما أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والألفة والطريق الصحيح، وننتمي إلى جماعات تفرقنا وتشتت شملنا، وتزرع العداوة بيننا ؟ هذا لا يجوز أبداً )).
(3)- وقال – حفظه الله – في لمحة عن الفرق الضالة (ص 60 ) : ( وأما الجماعات المعاصرة الآن، المخالفة لجماعة أهل السنة إلا امتداد لهذه الفرق وفروع عنها ).
وسُئل-حفظه الله-:هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة؟
فقال: ((نعم، كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة أو في العقيدة أو في شيء من أصول الإيمان، فإنه يدخل في الاثنتين والسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته )).
[من كتاب الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ص (16)، من إجابات الشيخ صالح الفوزان.]
تحذير الشيخ الفوزان منهم بخط يده
العلامة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله
(1)- قال -حفظه الله-:
(( الإخوان وجماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة فإن جميع الجماعات والتسميات ليس لها أصل في سلف هذه الأمة.
وأول جماعة وُجدت وحملت الاسم جماعة الشيعة تسموا بالشيعة.
وأما الخوارج فما كانوا يسمون أنفسهم إلا بأنهم المؤمنون.. )).
[فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين: تسجيلات منهاج السنة السمعية بالرياض ]
الشيخ العلامة عبد الله بن غديان
(( البلاد هذي كانت ما تعرف اسم جماعات لكن وفد علينا ناس من الخارج .
وكل ناس يؤسسون ما كان موجوداً في بلدهم .
فعندنا مثلاً ما يسمونهم بجماعة الإخوان المسلمين ، وعندنا مثلاً جماعة التبليغ، وفيه جماعات كثيرة، كل واحد يرأس له جماعة يريد أن الناس يتبعون هذه الجماعة، ويحرم ويمنع إتباع غير جماعته ويعتقد أن جماعته هي التي على الحق، وأن الجماعات الأخرى على ضلالة. فكم فيه حق في الدنيا ؟
الحق واحد كما ذكرت لكم؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين افتراق الأمم وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا من هي يا رسول الله قال : (( من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي )) .
كل جماعة تضع لها نظام، ويكون لها رئيس، وكل جماعة من هذه الجماعات يعملون بيعة، ويريدون الولاء لهم وهكذا .
فيفرقون الناس – يعني البلد الواحدة – تجد إن أهلها يفترقون فرق ، وكل فرقة تنشأ بينها وبين الفرقة الأخرى عداوة ، فهل هذا من الدين ؟
لا ليس هذا من الدين ، لأن الدين واحد ، والحق واحد ، والأمة واحدة ، الله جل وعلا يقول : ** كنتم خير أمة } ما قال كنتم أقساماً لا قال ** كنتم خير أمة أخرجت للناس } .
في الحقيقة إن الجماعات هذه جاءتنا وعملت حركات في البلد؛ حركات سيئة، لأنها تستقطب وبخاصة الشباب، لأنهم ما يبون [ أي : لا يريدون ] الناس الكبار هذولاء [ أي : هؤلاء ] قضوا منهم مالهم فيهم شغل !
لكن يجون [أي: يأتون] أبناء المدارس في المتوسط وأبناء المدارس في الثانوي وأبناء المدارس في الجامعات وهكذا بالنظر للبنات أيضاً .
فيه دعوة الآن في جماعة الإخوان المسلمين، وفيه دعوة لجماعة التبليغ حتى في مدارس البنات .
فلماذا لا يكون الإنسان مع الرسول صلى الله عليه وسلم .. الخ))
[فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين:شريط من إصدار تسجيلان منهاج السنة السمعية بالرياض ].
الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى
في رمضان الماضي 1432 صرح سمو الأمير نايف لجريدة السياسة الكويتية:"إن مشكلاتنا كلها جاءت من (حزب الإخوان المسلمين) بعد أن لجأوا إلى المملكة فاستضافتهم وحمتهم وأوجدت لهم سبل العمل ولكنهم أخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات ويسيئون إلى المملكة والله تعالى يقول: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} بل سببوا المشاكل في عالمنا العربي والإسلامي".
وفي تصريح لاحق للجريدة نفسها أكد سموه أن تاريخ الإخوان المسلمين يدل على أن "قصدهم القفز إلى الحكم وليس الدعوة إلى شرع الله وخير الإسلام والمسلمين".
الشيخ زايد ال نهيان رحمه الله
"هم أهل الإرهاب . ولا نستطيع التعامل معهم لأن الإتحاد الأوروبي يحميهم يجب أستدعاء الدول الأوروبية وإيقافهم عند حدهم. وأنهم فسقة ويجب تعريتهم . ويتصرفون بتصرف الكفرة . ولا نتحاور معهم فهم أصحاب تقية ولهم أجندات . ومن يرغب بالحوار فيسلم أسلحته ويفصح عمن هو خلفهم ومن يدعمهم"
الدقيقة الثانية وثلاثون ثانية .
الشيخ العلامة عبد المحسن العباد البدر
لما سئل عن جماعتي التبليغ والإخوان المسلمين (( هذه الفرق المختلفة الجديدة أولاً هي محدثة ميلادها في القرن الرابع عشر، قبل القرن الرابع عشر ما كانت موجودة وما كانت مولودة هي في عالم الأموات وولدت في القرن الرابع عشر.
أما المنهج القويم والصراط المستقيم فميلاده أو أصله من بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من حين بعثته عليه الصلاة والسلام فمن اقتدى بهذا الحق والهدى فهذا هو الذي سلم ونجى ، ومن حاد عنه فإنه منحرف.
تلك الفرق أو تلك الجماعات من المعلوم إن عندها صواب وعندها خطأ لكن أخطاؤها كبيرة وعظيمة فيحذر منها ويحرص على إتباع الجماعة الذين هم أهل السنة والجماعة والذين هم على منهج سلف هذه الأمة والذين التعويل عندهم إنما هو على ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام وليس التعويل على أمور جاءت عن فلان وفلان ، وعلى طرق ومناهج أحدثت في القرن الرابع عشر الهجري الذي انفرط .
فإن تلك الجماعات أو الجماعتين اللتين أشير إليهما إنما وجدتا وولدتا في القرن الرابع عشر على هذا المنهج وعلى هذه الطريقة المعروفة التي هي الالتزام بما كانوا عليه مما أحدثه من أحدث تلك المناهج وأوجد تلك المناهج ، فالاعتماد ليس على الأدلة على أدلة الكتاب و السنة وإنما هو على آراء وأفكار ومناهج جديدة محدثة يبنون عليها سيرهم ومنهجهم ، ومن أوضح ما في ذلك أن الولاء والبراء عندهم إنما يكون لمن دخل معهم ومن كان معهم .
فمثلاً جماعة الإخوان من دخل معهم فهو صاحبهم يوالونه ومن لم يكن معهم فإنهم يكونون على خلاف معه ، أما لو كان معهم ولو كان من أخبث خلق الله ولو كان من الرافضة فإنه يكون أخاهم ويكون صاحبهم ، ولهذا من مناهجهم أنهم يجمعون من هب ودب حتى الرافضي الذي هو يبغض الصحابة ، ويكره الصحابة ، ولا يأخذ بالحق الذي جاء عن الصحابة إذا دخل معهم في جماعتهم فهو صاحبهم ويعتبر واحد منهم له مالهم وعليه ما عليهم ))
[فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين: شريط من إصدار تسجيلات منهاج السنة السمعية بالرياض ].
الشيخ صالح ال الشيخ - وزير الشؤون الإسلامية
(1)- قال -حفظه الله-:
(( أما جماعة الإخوان المسلمين فإن من أبرز مظاهر الدعوة عندهم التكتم والخفا والتلون والتقرب إلى مَن يظنون أنه سينفعهم، وعدم إظهار حقيقة أمرهم، يعني أنهم باطنية بنوعٍ من أنواعها.
وحقيقة الأمر يخفى، مِنهم من خالط بعض العلماء والمشايخ زماناً طويلاً، وهو لا يعرف حقيقة أمرهم، يُظهر كلاماً ويُبطن غيره، لا يقول كلَّ ما عنده.
ومن مظاهر الجماعة وأصولها أنهم يُغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم، ولهم في هذا الإغلاق طرقٌ شتى متنوعة:
- منها إشغال وقت الشباب جميعه من صُبحه إلى ليله حتى لا يسمع قولاً آخر،
- ومنها أنهم يحذِّرون ممن ينقدهم، فإذا رأوا واحداً من الناس يعرف منهجهم وطريقتهم وبدأ في نقدهم وفي تحذير الشباب من الانخراط في الحزبية البغيضة أخذوا يحذِّرون منه بطرق شتى تارةً باتهامه، وتارةً بالكذب عليه، وتارةً بقذفه في أمور هو منها براء ويَعلمون أن ذلك كذب، وتارةً يقفون منه على غلط فيُشنعون به عليه، ويضخِّمون ذلك حتى يصدُّوا الناس عن إتباع الحق والهُدى وهم في ذلك شبيهون بالمشركين يعني في خصلةٍ من خِصالهم حيث كانوا ينادون على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجامع بأن هذا صابيء وأن هذا فيه كذا وفيه كذا حتى يصدُّوا الناس عن إتباعه.
أيضاً مما يميِّز الإخوان عن غيرهم أنهم لا يحترمون السُنة ولا يحبون أهلها، وإن كانوا في الجملة لا يُظهرون ذلك، لكنهم في حقيقة الأمر ما يحبون السُنة ولا يَدعُون لأهلها وقد جربنا ذلك في بعض من كان منتمياً لهم أو يخالط بعضهم، فتجد أنه لَمَّا بدأ يقرأ كتب السُنة مثل صحيح البخاري أو الحضور عند بعض المشايخ لقراءة بعض الكتب، حذَّروه وقالوا هذا لا ينفعك، وش ينفعك صحيح البخاري ؟ ماذا تنفعك هذه الأحاديث ؟ انظر إلى العلماء هؤلاء ما حالهم؟ هل نفعوا المسلمين ؟ المسلمون في كذا وكذا، يعني أنهم لا يقرِّون فيما بينهم تدريس السُنة ولا محبة أهلها فضلاً عن أصل الأصول ألا وهو الاعتقاد بعامة.
من مظاهرهم أيضاً أنهم يرومون الوصول إلى السُلطة وذلك بأنهم يتخذون من رؤوسهم أدوات يجعلونها تصل، وتارةً تكون تلك الرؤوس ثقافية، وتارةً تكون تلك الرؤوس تنظيمية، يعني أنهم يَبذلون أنفسهم ويُعينون بعضهم حتى يصل بطريقة أو بأخرى إلى السُلطة، وقد يكون مغفولاً عن ذلك، يعني إلى سُلطة جزئية، حتى ينفُذُون من خلالها إلى التأثير وهذا يتبع أن يكون هناك تحزب، يعني يقرِّبون مِنهم من في الجماعة، ويُبعِدون من لم يكن في الجماعة فيُقال: فلان ينبغي إبعاده، لا يمكّن من هذا، لا يمكّن من التدريس، لا يمكّن من أن يكون في هذا، لماذا ؟
والله هذا عليه ملاحظات ! ما هي هذه الملاحظات ؟
قال: ليس من الشباب ! ليس من الإخوان ونحو ذلك.
يعني: صار عندهم حب وبغض في الحزب أو في الجماعة، وهذا كما جاء في حديث الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثاء جهنم )) قال: وإن صلى وصام ؟ قال: (( وإن صلى وصام، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها ربكم المسلمين والمؤمنين عباد الله )). وهو حديث صحيح. كذلك ما جاء في الحديث المعروف أنه عليه الصلاة والسلام قال لمن انتخى بالمهاجرين وللآخر الذي انتخى بالأنصار قال: (( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم! )) مع أنهما اسمان شرعيان، المهاجر والأنصاري, لكن لَمَّا كان هناك موالاة ومعاداة عليهما ونصرة في هذين الاسمين، وخرجت النصرة عن اسم الإسلام بعامة صارت دعوى الجاهلية، ففيهم من خِلال الجاهليةِ شيءٌ كثير، ولهذا ينبغي للشباب أن يُنبهوا على هذا الأمر بالطريقة الحُسنى المثلى حتى يكون هناك اهتداء إلى طريق أهل السنة والجماعة وإلى منهج السلف الصالح كما أمر الله جل وعلا بقوله { ادعُ إلى سَبيل ربِّك بالحِكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أَحسن }.
أيضاً من مظاهرهم بل مما يميزهم عن غيرهم أن الغاية عندهم من الدعوة هو الوصول إلى الدولة هذا أمر ظاهر بين في منهج الإخوان بل في دعوتهم. الغاية من دعوتهم هو الوصول إلى الدولة أما أن يُنجَّى الناس من عذابِ الله جل وعلا وأن تُبعث لهم الرحمة بهدايتهم إلى ما يُنجيهم من عذاب القبر وعذاب النار وما يدخلهم الجنة, فليس في ذلك عندهم كثير أمرٍ ولا كبير شأن, ولا يهتمون بذلك لأن الغاية عندهم هي إقامة الدولة ولهذا يقولون الكلام في الحكام يَجمع الناس، والكلام في أخطاء الناس ومعاصيهم يفرِّق الناس فابذلوا ما به تجتمع عليكم القلوب، وهذا لا شك أنه خطأ تأصيلي ونية فاسدة, فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن مسائل القبر ثلاث, يُسأل العبدُ عن ربه، وعن دينه، وعن نبيه صلى الله عليه وسلم فمن صحب أولئك زمناً طويلاً وهو لم يَعلم ما يُنجيه إذا اُدخل في القبر فهل نُصح له ؟ وهل حُبَّ له الخير ؟ إنما جُعل أولئك ليستفادَ منهم للغاية، ولو أحبوا المسلمين حق المحبة لبذلوا النصيحة فيما يُنجِّيهم من عذاب الله، علَّموهم التوحيد وهو أول مسؤول عنه........))
[المرجع: فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين: تسجيلات منهاج السنة بالرياض ].
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
(( إنَّ إنشاء أي حزب في الإسلام يخالفه بأمر كلي أو بجزئيات لا يجوز ، ويترتب عليه عدم جواز الانتماء إليه ، ولنعتزل تلك الفرق كلها ، وعليه فلا يجوز الانصهار مع راية أخرى تخالف راية التوحيد بأي وجهٍ كان من وسيلة أو غايـة . ومعاذ الله أن تكون الدعوة على سنن الإسلام مِظَلَّة يدخل تحتها أي من أهل البدع والأهواء ، فيُغَض النَّظر عن بدعهم وأهوائهم على حساب الدعوة )) . [حكم الانتماء ص (153)]
الشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين - حفظه الله - :
1) تعريف حسن البنا الحركة بأنها "دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية" (مجموعة رسائله ص156-157)، المهم اجتذاب الجميع لاستخلاص الحكم من أيدي ولاته إلى أيدي القائمين على الحزب.2) مناقضة فكر مؤسس الحزب شرع الله مناقضة صريحة لما ثبت في الصحيحين عن تحديد ونوع الموبقات، فهي في فكر حسن البنا: "الاستعمار، الخلافات السياسية والشخصية والمذهبية، الربا، الشركات الأجنبية، التقليد الغربي، القوانين الوضعية، الإلحاد والفوضى الفكرية، الشهوات والإباحية، فساد الخلق وإهمال الفضائل النفسية، ضعف القيادة وفقدان المناهج العلمية" (مذكرات الدعوة والداعية ص295-296).
وهي في الوحي من حديث من لا ينطق عن الفكر والهوى صلى الله عليه وسلم: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" متفق عليه.3) مناقضة فكر الحزب شرع الله مناقضة صريحة لمحكم آيات الله عن تحديد ونوع أهم وصايا الخالق للمخلوق، فهي في فكر حسن البنا: "قم إلى الصلاة متى سمعت النداء، اتل القرآن أو طالع أو استمع إلى ذكر الله، اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من تعاليم الإسلام، لا تكثر الجدل في أي شأن، لا تكثر الضحك، لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع، تجنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات، تعرف إلى من تلقاه من إخوانك، الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته، وإن كانت لك مهمة فأوجز في قضائها"(1).
وهي في وحي الله من كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: {... أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق...} {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا..}.وختمها الله تعالى بالأمر باتباع شريعة الوحي والنهي عن اتباع سبل الفكر والهوى فقال في سورة الأنعام: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}.وقال في سورة الإسراء بعد ذكر هذه الوصايا بترتيبها: {ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}.4) مناقضة فكر الحزب شرع الله في كل رسالاته (ومع كل رسله) بإهماله نشر توحيد العبادة لله وحده والسنة ومحاربة الشرك الأكبر بالمقامات والمزارات والمشاهد ومادونه من البدع، وقد قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وقال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون}.
د- وقد بدأت مرحلة العنف في مناهضة السلطة الحاكمة باغتيال رئيس وزراء مصر مقابل اغتيال حسن البنا، ثم جاء سيد قطب ليقود العنف الفكري:
1) ظن أن وراثة الحكم "طعنة في قلب الإسلام ونظامه واتجاهه" (معركة الإسلام والرأسمالية ص155 طبع دار الشروق)، مع أن سليمان ورث الملك من أبيه داوود عليهما السلام وورث يزيد التابعي الملك من أبيه معاوية (الصحابي كاتب الوحي المحدث الفقيه الفاتح العظيم)، وأن أبا بكر عهد بالملك من بعده لعمر رضي الله عنهما وتكررت وراثة الحكم في القرون المفضلة.
2) وظن أن تغيير نظام الحكم هو طريق الإصلاح فحرض الشعب على الثورة: "الآن ينبغي أن تتولى الجماهير الكادحة المحرومة المغبونة قضيتها بيدها... إن أحداً لن يقدم لهذه الجماهير عوناً إلا أنفسها فعليها أن تعنى بأمرها ولاتتطلع إلى معونة أخرى" (معركة الإسلام والرأسمالية ص113).
3) وسن للثورة طريق الاشتراكية المخالفة لشرع الله: "للدولة أن تنتزع الملكيات والثروات جميعاً وتعيد توزيعها على أساس جديد ولو كانت هذه الملكيات قد قامت على أسس شرعية ونمت بوسائل شرعية" (المعركة ص44).
وأباح للدولة أن تأخذ نسبة من الربح أو من رأس المال. (المعركة ص 123).
وكان لسيد ما تمنى من تغيير نظام الحكم ونزع الملكيات وتأميم الثروات وتوزيع الأراضي الزراعية الخاصة على من لا يملكها ولم يتحقق الإصلاح بل تم تأميم الفقر وتحقيق الظلم.وبعد أن "قربه قادة الثورة وعمل معهم 12 ساعة يومياًُ في بداية الثورة" وجعلوه "موضع ثقتهم ورشحوه لمناصب هامة وتشاوروا معه في مثل مسائل العمال والحركات الشيوعية التخريبية وفترة الانتقال والدستور واستغرق في العمل معهم حتى فبراير 1953 بدأ الخلاف بينهم (إداري) حول هيئة التحرير، ثم انضم الى جماعة الإخوان المسلمين وانتهى الأمر بسجنه ومحاكمته وشنقه لاعترافه بالتآمر لقتل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وثلاثة من كبار المسؤولين وتفجير محطة الكهرباء ونسف بعض الجسور دفاعاً عن الحزب وأعضائه" كما يقول في مذكرة التحقيق التي نشرها أنصاره في العدد الثاني ومابعده من جريدة (المسلمون) وطبعها أنصاره في (الشركة السعودية للأبحاث والتسويق) ضمن سلسلة كتاب الشرق الأوسط بعنوان (لماذا أعدموني) ص50-61.
وليس السبب ما أشاعه الحزب عن مطالبته بالحكم بما أنزل الله.
هـ- ونتيجة لفكر سيد قطب المكفر لجميع الأمة بالكبائر والصغائر، بل بالمباحات وتحريضه أتباعه على اعتزال الناس وهجر مساجدهم والانعزال في بيوتهم وفكرهم (انظر فكر سيد قطب بين رأيين مكتبة السنة في الخبر) بدأت الحركة الأم تفقد أبناءها الذين ضاقوا بنفسها الطويل فانعزلوا تحت عناوين جديدة (التكفير والهجرة، الجهاد، السروريين، القطبيين).
و- أما الفتنة الحاضرة فهي نتيجة لهذا كله وأساسه المناجزة لا المصابرة، وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها 8407 بتاريخ 19/9/1422هـ اعترافاً صريحاً من أحد أكبر قادة ومفكري الفتنة الحاضرة (أيمن الظواهري) بأن فكر سيد قطب هو محرك الفتنة وبخاصة في كتابه الديناميت (معالم في الطريق) وكتابه (العدالة الاجتماعية) وهذا حق ينقصه ذكر كتابه (في ظلال القرآن) وكتابه (معركة الإسلام والرأسمالية)، وكانت هذه المملكة السوق الأولى والأهم لكتب سيد قطب يقوم على نشرها أخوه محمد قطب (المقيم في حي العزيزية في مكة) مطبوعة في دار الشروق في مصر ولبنان.
ز- وبعد أن كانت كتب سيد (وبخاصة في الظلال) تطبع وتوزع من قبل بعض المؤسسات الحكومية وتدرس في بعض معاهد التعليم (ومنها معهد الخطباء والأئمة التابع للرابطة في مكة) وتوضع في مكتبات المدارس والمساجد بل تذاع مقتطفات منها في الإذاعة (ذكر سيد ذلك في مذكرته للمحققين معه ص77) بدأ يظهر خطر ذلك واتخذت بعض الإجراءات التي قد تتلافى بعض هذا الخطر.ولكن فكر سيد ولو لم ينسب إليه يسيطر على بعض الخطباء وعلى بعض الصحفيين والمثقفين والمفكرين في الإذاعة والتليفزيون ومن ذلك:
1) ادعاء أن الحرب على الإرهاب حرب على الإسلام والحق أنها حرب على المسلمين المشتركين في الإرهاب وعلى غير المسلمين كما حورب ماركوس وكما حورب البعث العراقي الملحد والرافضة الإيرانيون والصرب النصارى والشيوعيون وغيرهم.
2) تأكيد الأئمة في دعاء القنوت (والخطباء يوم الجمعة) أن المسلمين يواجهون اضطهاداً في الدين وهذه فرية لاوجود لها في بلد مسلم ولا كافر منذ طَرْد المسلمين من إسبانيا وأقرب شئ إلى الحقيقة منع أنور خوجة (الألباني الشيوعي) الصلاة في المساجد والكنائس والمعابد ومنع البعث العراقي دروس الدين للجميع في المساجد ثم للسلفيين خاصة (بعد غزو الكويت واحتلالها ثم تحريرها) لأنهم بفضل الله يقرون للسعودية. أما المساجد في أوروبا وأمريكا (بل وإسرائيل) فمفتوحة ليلاً ونهاراً.
3) وصف المنتحرين بأنهم شهداء مخالفة لشرع الله ولواقع حالهم فلا يجوز أن يقال فلان شهيد لمن لم يشهد له الوحي (بعينه) بذلك ولأنهم يقاتلون للحزب والأرض والهوية والقومية لا لتكون كلمة الله هي العلياء غالباً.
ح- وطريق الخلاص من هذه الفتنة محاولة إبعاد فكر التكفير والعنف وفقاً لشرع الله:
1) إجبار الخطباء يوم الجمعة على التزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في قصر خطبة الجمعة على الثوابت الشرعية، نشر التوحيد والسنن والتحذير من الشرك والبدع، وذكر الموت ومابعده من الحشر والحساب والجنة والنار، والتذكير بأيام الله وآلائه، وقراءة القرآن كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم من حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان.ولم يذكر عنه مرة واحدة أن تكلم في خطبة الجمعة عن الحوادث والطوارئ والغزوات والمناسبات ولا ذكر عن غيره من الخلفاء القدوة والصحابة وأئمة الفقه في الدين (قبل الأفغاني ومحمد عبده).
وأئمة الحرمين لأنهم قدوة يجب أن يكونوا أول الملتزمين بشرع الله في ذلك.
2) تخصيص الندوات والدروس في وسائل الإعلام الحكومية والخاصة بعلماء المسلمين لا بالموصوفين بالمفكرين والمثقفين والحركييين.
3) تيسير الحصول على الإذن بإقامة الدروس والندوات في المساجد لمن هم أهل لها من الملتزمين بمنهاج النبوة ومنع الدروس في الاجتماعات الخاصة في الأماكن المغلقة كالاستراحات والمكتبات ودور القرآن الملحقة بالمساجد ليسهل مراقبتها واستفادة الجميع منها.
4) منع محمد قطب من نشر كتب أخيه في المملكة وبخاصة مدة إقامته فيها ومطالبته ودار الشروق باستعادة النسخ التي لم يتم بيعها.
5) إعادة النظر في تنظيم الرحلات المدرسية وجمعيات التوعية والمراكز الصيفية لضمان تخلصها وعدم عودتها إلى خدمة الفكر الضال.
6) عقد حلقات الدروس وتعليم القرآن في المصلى من المسجد ومنع فصلها عنه بغرف خاصة ليسهل مراقبتها واستفادة الجميع منها.
7) وهذه البلاد وهذه الدولة ـ بفضل الله ومنته ـ تميزت بتأسيسها للدعوة إلى التوحيد والسنة وخيرها في بقائها على العهد الذي أسست عليه (كما يكرر جميع ولاة أمره) وبخاصة في هذا العصر الذي قدر الله فيه العودة إلى الدين وتقوم الفتن باسمه جهلاً بحقيقته. حفظها الله وثبتها على دينه.
هامـــش:
(1) مع أن حسن البنا نقل عدد الوصايا العشر من رواية اليهود عن التوراة (المحرفة) فإن الرواية اليهودية كانت أقرب إلى شرع الله من فكره فقد بدأت بتحريم عبادة غير الله وثَنَّت بتحريم نحت التماثيل (تماثيل أي مخلوق) والسجود لها وقد بينت تحريم الزنى وتحريم السرقة وتحريم القتل وأمرت ببر الوالدين وهذه موافقة لشرع الله.