الاثنين، 6 أغسطس 2012

خمسة عشر مفتاح للسعادة والنجاح

بسم الله الرحمن الرحيم 



مقال مهم أحببت نقله

 أن العديد من الناس مبرمجون على التعاسة ففي أغنى بلدان العالم وأكثرها أمناً وسلاماً تنتشر التعاسة والبطالة كالوباء . وليس للسعادة والنجاح مقاييس تنضبط عليها مشاعر الناس وتذوقهم, فما يكون مصدر سعادة ونجاح لإنسان قد يكون سبب شقاء وفشل إنسان آخر.
وذكرت تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن 2- 5 % من سكان العالم يعانون من حالة شديدة أو متوسطة من الاكتئاب أي لدينا حوالي 300 مليون من البشر غير سعيد فالكل يبحث عن السعادة والنجاح ولكن ليس الكل سعيد وناجح فما السبب في ذلك أو كيف تكتمل هذه المعادلة الصعبة.
فإذا كان توماس أديسون قد فشل أكثر من 9999 مرة ومع ذلك أستمر نحو ما يؤمن به وتحقق وكذلك الحال مع والت ديزني الذي أفلس سبع مرات ولكنه استمر إلى أن حقق أحلامه
فالسعادة والنجاح لها أسرار ومفاتيح من عرفها فقد وفق بأذن الله ومن جهلها فقد خسر, إذن ربما نتفق جميعاً على أن الكثير يبحث عن السعادة والنجاح ولكن لا يصل لها وهذا بحد ذاته شعور بأن هناك مشكلة والمشكلة هي جهل البعض بما تتحقق هذه السعادة والنجاح
( 1 ) أبدأ بنفسك وكن مبادراً
قال الله تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد(11) . فهنا توجيه رباني واضح وصريح بأن بداية التغيير هو تغيير الذات والنفس أي أن التغيير بأيدينا, فكن مبادراً وأبدأ بإدارة ذاتك وردد الكلمات التي تدفعك للنجاح والسعادة وحدد نقاط القوة لديك وتخلص من عيوبك وحدد أهدافك وثق بنفسك وكن فاعلاً لا مفعول عليه فإذا ما انتظرت حتى تكون أنت نفسك هدفاً لفعل الآخرين فسوف تكون عرضة لأفعال الآخرين,فيجب أن نغير طريقتنا في التأثير وتغيير المشاعر المستنبطة .
( 2 ) أبدأ والمنال في ذهنك
أي أبدأ بتصور وتخيل نموذج لما ستكون عليه حياتك كإطار مرجعي تضبط على محكها كل أمورك وسلوكك , ولتبدأ بتحديد المنال والى أين تتجه
فابدأ وكن واثقاً من نفسك وكن شخصاً قادرعلى تحقيق منالك , وقد ثبت عبر العصور كلها إن الأيمان في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا بالحياة بنسبة 30 % ويجعلنا أكثر سعادة ونجاح
( 3 ) أبدأ بالأهم قبل المهم
تركز هذه القاعدة على إدارة الوقت والتفريق بين العاجل والمهم والبدء بالعاجل ثم المهم
فيجب أن لا تصنف الأشياء إلى مهم وغير مهم بل إلا مهم وأهم والبدأ بالأهم ثم المهم ويجب
أن ترتكز أمورك المهمة على قواعد ومبادئ ومعايير لكي تستطيع أن تمتلك فن إدارة الوقت وتفرق بين المهم والأهم فتملك السعادة والنجاح.
( 4 ) لا تواجه مشكلاتك منفرداً .
يمكن أن تظهر المشكلات وكأنها غير قابلة للحل , فعندما نكون وحيدين فان المشكلات تكبر ولكن بتقاسمها يمكن أن نحصل على منظور آخر للمشكلة وان نجد لها الحلول فاسأل من هم على خبرة ودراية بما تواجه من مشاكل فالمشكلة كالكعك إذا اقتسمت على اثنين انتهت أسرع من الكعك الذي يقتسمه شخص واحد فقط .
( 5 ) لا تجعل حياتك متوقفة على عامل واحد
لا نوقف الحكم على هذا الشخص بأنه بغيض أو حبيب فقد يتغير هذا العامل وكذلك باقي العوامل في هذه الحياة . فالحياة تتألف من عدة أوجه مختلفة لا تركز كثيراً على جانب واحد من حياتك فلا تستطيع أن تشعر بالسعادة والنجاح إذا لم يستقر هذا الجانب تحديداً فقد يصبح محور تفكيرك ويميت استمتاعك بأي شيء آخر وهي أمور يمكن أن تحبها
فوسع قاعدة الاستمتاع ولا تضيقها على عامل واحد فيضيق معها الشعور بالسعادة والنجاح
( 6 ) أستمتع بما لديك ولا جدوى من حسد الآخرين
لا جدوى من حسد الآخرين وان تفضيلك لما تملك على ما لا تملك أو لا تستطيع أن تملك يقود إلى سعادة ونجاح والعكس صحيح تماماً
فالقناعة هي الكنز والكنز الذي لا يفنى , فليس الاستمتاع بما لديك فقط هو الذي يجلب لك السعادة والنجاح بل يجب أن يقترن بعدم جدوى النظر فيما يملك الآخرين .
( 7 ) لا تساوم على أخلاقياتك من أجل تحقيق أهدافك
ان الناس الذين يتنازلون عن معتقداتهم لتحقيق أهدافهم يجدون أنفسهم في نهاية المطاف غير قانعين بإنجازاتهم , فإذا كنت لا تعتقد بأن لديك مبادئ فان القناعة أمر لا يمكن تحقيقه
( 8 ) الالتزام والمرونة والصبر
يفشل الناس أحياناً ليس بسبب نقص القدرات ولكن بسبب نقص في الالتزام فإذا لم يكن لديك القدر الكافي من الصبر والالتزام لمواجهة العقوبات والموانع فانك ستفشل وتستسلم
ويجب أن يكون مع الالتزام والصبر مرونة لكي تقربك من تحقيق أهدافك واستعداد لتغيير خطتك في كل مره تواجه فيها التحديات فقد تؤذيك أهدافك إن لم تستطيع تحقيقها
( 9 ) الذنب المستمر يسلبك السعادة والنجاح
لا تلق باللائمة على نفسك فهذا النوع من التفكير لا يتسبب لنا في الانزعاج وحسب بل يعيقنا عن العمل أيضاً وعليك أن تتذكر أنه من العقلانية أن تعالج النتائج بدلاً من إلقاء الملامة
فان السعادة والنجاح لا تعتمد على عدة الأشياء السيئة التي تحدث للفرد بل الأهم من ذلك هو أن لا يعمد الشخص إلى استخلاص نتائج سلبية عندما تحدث أمور سلبية له , فالأفراد الذين يعدون أنفسهم سبباً في الأحداث السلبية يكونوا أقل قناعة في حياتهم بنسبة 43% من أولئك الذين لا يفكرون في الأمور على هذا النحو فيجب أن يكون عندك رغبة وحاجة وأمل لكي تتحقق لك الإرادة التي تخلصك من التفكير السلبي نحو الأمور التي حدثت.
( 10 ) عندما لا تحصل على ما تريد لا يعني أنك غير ناجح .
ليس ما يواجهك من تحد حقيقي في الحياة هو أن تحصل على ما تريد فقط ولكن الاستمرار في أن تريد ما تحصل عليه , فنجد أن العديد من الناس حصلوا على ما يريدون ولكنهم لم يستمتعوا به طويلاً ومهما نالوا لا يكفيهم ويشعرون دائماً أن هناك ما يفتقدونه
(11 ) المال لا يشتري السعادة والنجاح
في دراسة عن الرضا في الحياة نظرت في عشرين عاملاً يمكن أن يساهم في السعادة كانت النتيجة أن هناك تسعة عشر عاملاً مهماً في السعادة والعامل الوحيد الذي لم يكن مهماً هو الحالة المادية
( 12 ) المعرفة
قال الله تعالى { اقرأ باسم ربك الذي خلق } العلق هذا أول توجيه رباني نزل على سيد الخلق بضرورة القراءة والمعرفة لما للمعرفة والعلم من أهمية فالمعرفة هي قوة وبمقدار المعرفة التي لديك ستكون مبدعاً وستكون لديك فرص أكثر. لتكون سعيداً وناجحاًً , فبالمعرفة ترتفع درجة ذكاؤك ويتفتح ذهنك لأفق ومجالات جديدة .
فالمعرفة إما معرفة الشيء أو معرفة المصدر للمعلومات عنه فلا تهدر أي فرصة تتاح للتعلم سواء من شخص أو موقف أو أي وسيلة إعلامية أو أي طريقة للتعلم والمعرفة .
كما قال هوجو" من الممكن مقاومة غزو الجيش لكن لا يمكن مقاومة أي فكرة آن وقتها "
( 13 ) لا تفكر وفقاً لمبدأ لو , وفكر بماذا لو ؟؟
ان قضاء وقتك في التفكير فيما يمكن أن يكون قد حصل لو أنك استطعت أن تغير قراراً بسيطاً في حياتك أمر غير مجدٍ ويدعك غير مسرور .
ولا تجعل تفكيرك الحالي يدور حول امكان تغييرك للماضي وإنما أجعل تفكيرك يدور حول تغيير حاضرك والتفكير بمبدأ ماذا لو افعل كذا وكذا هو أسلوب تفكير المبدعين والموهوبين في حل مشاكلهم للوصول إلى الشعور بالسعادة والنجاح .
وفي دراسة على 100 شخص مدة سنتين تبين أن تأثير الأحداث الجيدة والسيئة يتلاشى سريعاً أي أن سعادة الأشخاص لم تكن لتعتمد على الأحداث ولكن على ما استفادوا من هذه الأحداث
( 14 ) أذكر الله والتجأ إليه
قال الله تعالى { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } الرعد(28).
فالآية الكريمة تدلنا دلالة واضحة على أن من أراد الاطمئنان والسعادة والنجاح عليه بذكر الله
فدائماً أجعل لسانك رطباً بذكر الله فدائماً وأبداً لا تقطع صلتك بربك فاذكره في السراء يذكرك في الضراء , وهذا هو المفتاح الدائم والشامل لجميع البشرية للنجاح و السعادة
( 15 ) لا تستعجل النتائج
فمن يظن أنه بمجرد تطبيق أي مفتاح من المفاتيح السابقة فانه سوف يحصد نتائج سريعة ومذهلة فانه يغالط نفسه وسوف يتركها ونسي الجانب الأهم في هذه المفاتيح وهو الالتزام والصبر لحصد النتائج الحقيقية والدائمة للسعادة والنجاح
إذن مادام هناك رغبة في السعادة والنجاح فلا بد أن تكون هناك أهداف وفق استراتيجية معينة وهي :
الخطوة الأولى : عبر عن هدفك .
الخطوة الثانية : حدد الهدف على أسس يمكن قياسها .
الخطوة الثالثة : قم بتحديد فترة زمنية لتحقيق هدفك .
الخطوة الرابعة : أختر هدفاً يمكن تحقيقه .
الخطوة الخامسة : ضع وأعد استراتيجية تؤدي بك إلى الهدف .
الخطوة السادسة : حدد الهدف في إطار خطوات .
الخطوة السابعة : قم بتشكيل المسؤولية تجاه تقدمك نحو هدفك

مقال للدكتور صلاح معمار 


السبت، 4 أغسطس 2012

الصدقات والأوقاف من الجمعيات الخيرية المعتمدة

بسم الله الرحمن الرحيم
الفهرس :
فضل الصدقة
فضل الزكاة
الأوقاف والصدقة الجارية عن الأحياء والأموات
الأوقاف والجمعيات الخيرية المعتمدة

من أراد نجاحاً و توفيقاً ورغب في السعادة والأجر في الدنيا والآخرة فعليه أن يراعي أحاكم الله في الأموال؛ بحيث يوطن نفسه على أن يسعى في كل وجه رغَّب الإسلام في الإنفاق فيه وبادر بقدر استطاعته، وألاَّ يرى من طريق حرم الإسلام النفقة فيه إلا توقف وامتنع

فالمال مال الله عز وجل، وقد استخلف ـ تعالى ـ عباده فيه ليرى كيف يعملون، ثم هو سائلهم عنه فمن صرفه في طاعة الله ومرضاته أثيب على حسن تصرفه، وكان ذلك من أسباب سعادته، ومن أساء الاستعمال فيه فصرفه فيما لا يحل عوقب، وكان ذلك من أسباب شقاوته إلا أن يتغمده الله برحمته.
فلنحتسب الأجر ونخلص النية لله في أفضل النفقة عند الله. وهي النفقة الأهل. عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال صلى الله عليه وسلم :{ دِينَارٌ أَنْفَقْته فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَدِينَارٌ أَنْفَقْته فِي رَقَبَةٍ , وَدِينَارٌ تَصَدَّقْت بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ , وَدِينَارٌ أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك , أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك }

 عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ { إذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً} . أخرجه البخاري
قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ رحمه الله : يُنْفِق عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَنْ تَلْزَمُهُ النَّفَقَةُ عَلَيْهِ غَيْرَ مُقَتِّرٍ عَمَّا يَجِبُ لَهُمْ وَلَا مُسْرِفٍ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَاَلَّذِينَ إذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } وَهَذِهِ النَّفَقَةُ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ وَمِنْ جَمِيعِ النَّفَقَاتِ . طرح التثريب

وكذلك نغتم هذا الموسم العظيم فقد سئل صلى الله عليه وسلم : " أي الصدقة أفضل ؟ قال : صدقة في رمضان "
ومن فضائل الصدقة العظيمة أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب].

أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب].

أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }.

أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس }. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين].

أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة }. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيح الترغيب].


 
أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.

  أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92].


 
أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين].

أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال } [في صحيح مسلم].


 
أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ [البقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: { بقي كلها غير كتفها } [في صحيح مسلم].


 
أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة:245].


أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [الحشر:9].

أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. } الحديث.


 
أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار }، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.

الزكاة
 في اللغة : الزيادة والنماء، فكل شيء زاد عدداً ، أو نما حجماً فإنه يقال : زكا. فيقال : زكا الزرع ، إذا نما وطال.
وأما في الشرع : فهي التعبد لله تعالى بإخراج قدر واجب شرعاً في أموال مخصومة لطائفة أو جهة مخصوصة.
(وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (الروم:39)، وقال تعالى : ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(سـبأ: 39) ، يخلفه : أي يأتي بخلفه وبدله.
الزكاة في الإسلام أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام"(


شروط وجوب الزكاة : الإسلام، والحرية ، وملك النصاب ، واستقراره، ومضي الحول
لمن تعطى الزكاة :
قال الشيخ آبن عثيمين رحمه الله : "المصارف التي يجب أن تصرف فيها الزكاة ثمانية بينها الله تعالى بياناً شافياً كافياً ، وأخبر عز وجل أن ذلك فريضة ، وأنه مبنى على العلم والحكمة، فقال جل ذكره: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) (التوبة:60) ، قال الله تعالى بعد ( فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(التوبة:60) .
فهؤلاء أصناف أهل الزكاة الذين تدفع إليهم"

الأوقاف والصدقة الجارية

قال أبي هريرة أن رسول الله قال : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعو له .




الصدقة الجارية ، يعني : مستمرة ، التي تبقى بعد موت الشخص ، وتستمر حسب التيسير ،

 لقوله صلى الله عليه وسلم :  إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له "
 فإذا أوقف  بيتا مثلا تصرف أجرته في أعمال الخير ، صدقة للفقراء ، في مساعدة طلبة العلم ، في الحج ، في العمرة ، في الأضاحي ، كل هذا صدقة جارية ، أو سبل أرضا تزرع بالإيجار ، تصرف الأجرة في أعمال الخير ، أو دكانا - يعني : حانوتا - يؤجر ، وتصرف أجرته في أعمال الخير ، كل هذه صدقة جارية ،
وهكذا لو جعل في بيته شيئا معلوما يعني نسبة معينة ، قال : في بيته كل سنة مائة ريال أو ألف ريال يتصدق به على الفقراء ، يبقى في البيت ، وهكذا من صار إليه البيت ، ولو بالشراء يخرج هذه الصدقة الجارية ، وأما العلم النافع فمعناه تعليم الطلبة ، تعليم الناس العلم ، الطلبة الذين يخلفم ينتفع الناس بتحصيلهم العلم ، يكون له أجر في تعليم الناس وانتفاعهم هم أيضا ، انتفاعهم بتعليم الناس العلم ، بالإصلاح والتعليم ، والتذكير ونحو ذلك ، يكون له أجر في ذلك ، لهم أجر ، وله أجر ، لقوله صلى الله عليه وسلم :  من دل على خير ، فله مثل أجر فاعله  فهو له أجر التعليم والدلالة عليه ، ولهم أجرهم أيضا للتعليم والدلالة على الخير ، وفضل الله واسع ، وهكذا لو ألف مؤلفات نافعة" فتاوى نور على الدرب

قال الشيخ آبن باز رحمه الله :
"المصاحف والكتب العلمية وفرش المسجد من الصدقات الجارية ما دامت ينتفع بها، وهكذا بناء المساجد من الصدقات الجارية، وبناء المدارس لتدريس العلم الشرعي من الصدقات الجارية، وإصلاح الطرق للمسلمين من الصدقة الجارية، وهكذا توزيع الكتب بين الناس، النافعة المفيدة من الصدقة الجارية، وهكذا إيقاف الأوقاف الشرعية في وجوه الخير يوقف بيتاً توقف غلته في فقراء المسلمين أو في عمارة المساجد، أو في توزيع الكتب المفيدة والمصاحف كله من الصدقات الجارية، فالصدقة الجارية تشمل الصدقة بالمال، وإيجاد الأوقاف الشرعية النافعة، وبناء المساجد، وجميع ما يبقى نفعه للمسلم، كله يسمى صدقة جارية تكون هذه الصدقة باقية ما دام النفع، ما دام الانتفاع حاصلاً، ما دام الفراش ينتفع به, ما دام الكتاب ينتفع به, ما دام المصحف ينتفع به, ما دام المسجد ينتفع به، وهكذا كله صدقة جارية، والمال الذي يبذل في سبيل الله من غلة الوقف من الصدقات الجارية"



وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها ، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها ؟ قال : نعم . قال : فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها .

ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت نفسها ، وأظنها لو تكلّمت تصدقت ، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : نعم .

وهنا اتى فضل الإعتمار والحج عنه كذلك الصدقة .ما رواه أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن العاص بن وائل أوصى أن يُعتق عنه مائة رقبة ، فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة ، فأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية ، فقال : حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إن أبي أوصى بعتق مائة رقبة ، وإن هشاما أعتق عنه خمسين ، وبَقِيَت عليه خمسون رقبة أفأعتق عنه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لو كان مسلما فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك .


كل الروابط من وزارة الشؤون الإجتماعية لتحميل ملف نصي يحتوي على كافة المعلومات الرسمية والمعتمدة من قبل الوزارة.

دليل أرقام وعناوين الجمعيات الخيرية من وزارة الشؤون الإجتماعية :

أضغط هنا


دليل حسابات الجمعيات الخيرية من وزارة الشؤون الإجتماعية :

أضغط هنا