بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الإمام المكرم:عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل,سلمه الله تعالى ،
وأعاذه من مضلات الأهواء والفتن, ورزقه العمل والتمسك بواضح السنن,آمين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد تحققنا ما أحدث في مكة المشرفة,من العيد المسمى بعيد الجلوس في آخر شعبان ,الذي هو مضارع لأعياد الجاهلية,ولم يمنعنا من الكلام فيه, ومشافهتك بذلك لمّا كنت عندنا ,إلا أننا ظننا أنه لا يفعل هذا العام, من أجل أنه تقدم من بعضنا مناصحة لك في ذلك.
و أنت فاهم سلمك الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله تعالى بالملة الحنيفية محا جميع ما عليه الجاهلية من الأعياد الزمانية والمكانية,وعوض الله عنها الحنفاء بعيد الفطر وعيد الأضحى ومما يدل على ذلك حديث أنس ...اهـ"
(الدرر السنية ج5 ص62)
يقول سماحة مفتي الديار السعودية فضيلة الشيخ محمد ابن إبراهيم-رحمه الله:
" فالبدعي هو اتخاذ زمن عيدا لم يتخذه الشرع ولم يأذن فيه, لمفهوم قوله"عيدنا أهل الإسلام"
وفي الحديث الآخر" هل كان فيهما عيدا من أعياد الجاهلية"
فأهل الجاهلية يعظمون أزمنة لمناسبات لها, ويعظمون أمكنة لمناسبات لهم,
وكلها أو أكثرهاأو الكثير منها على تخيل جهلي و خرافة, والخالي من الخرافة من الأمور الجاهلية.
وقد اتبع الجاهليةَ في تعظيم الأزمنة و الأمكنة كثير من أمة الدعوة وهي من قبور.. ومن تماثيل ومن أزمنة وقد يسمونها (الذكريات)جمع ذكرى,كل معظم يكون له ذكرى إما حوليةأو ماءوية أو ألفية,
أو لأوقات جرى لمعظميهم فيها سرورمن تولية ورئاسة, يجعلون ذلك اليوم عيدا ..اهـ"
(فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم ج3 ص46)
وفي برقية له رحمه الله قال فيها:
" صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله
بلغني أن هناك يوما في السنة عند الموظفين والمدارس يسمى "يوم النظافة"وقد احتفل به في جدة. وأبدي لجلالتكم -حفظكم الله- أن تخصيص هذا اليوموالاحتفال به أمر لا يجيزه الشرع حيث يكون بصفة العيد.
ولا عيد لأهل الإسلام غير أعيادهم التي سنها الشرع,
وما سواها فحدث باطل ينهى عنه الإسلام ويمنعه.. اهـ"
(فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم ج3 ص122)
قال الشيخ صالح الفوزان :
ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها : تقليدهم في أمور العبادات ، كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور ، وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه الصور ، وإنهم شرار الخلق ،
وقد وقع في هذه الأدلة من الشرك الأكبر بسبب الغلو في القبور ما هو معلوم لدى الخاص والعام وسبب ذلك تقليد اليهود والنصارى .
ومن ذلك تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد عند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعياد موالد الرؤساء والملوك ، وقد تسمى هذه الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد ،
ويوم الأم وأسبوع النظافة – وغير ذلك من الأعياد اليومية والأسبوعية،
وكلها وافدة على المسلمين من الكفار ؛
وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما فهو بدعة وتقليد للكفار ،
فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يغتروا بكثرة من يفعله ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يجهل حقيقة الإسلام ، فيقع في هذه الأمور عن جهل ، أو لا يجهل حقيقة الإسلام ولكنه يتعمد هذه الأمور ، فالمصيبة حينئذ أشد ، { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } الأحزاب/21 .
من خطبة " الحث على مخالفة الكفار"