الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

نصائح لعمل لحقيبة مثالية للحاج







بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه مجموعة مقالات جمعتها تشمل أغراض الحج ومستلزمات ضرورية لتكون حقيبة للحاج. وكذلك بعض النصائح الصحية.

حقيبة الحاج

ينصح بجمع كافة الأغراض في حقيبة كبيرة تضعها في المخيم في منى.وبالنسبة للأغراض المحتمل أستعمالها ينصح بحمل حقيبة ظهر تجمع بها بعض الأغراض.والسبب أن حقيبة الظهر عملية ولاتتعب الكتف في حملها للمسافات الطويلة.قد يفضل البعض حمل كيس النوم في الرحلات لكن أنا أفضل التخفف من كل شئ
  1. إحرام مع حزام أو ملابس مناسبة وعباءة ساترة ومحتشمة بالنسبة للنساء
  2. ملابس للتغيير حين التحلل من الإحرام. يكفي غيارين أو ثلاثة.
  3. سجادة ويفضل تكون كبيرة ومتينة لكي تستريح أو تنوم عليها في بعض الأحيان
  4. مصحف صغير
  5. كتيب للحج وينصح بشراء ما شرحه كبار العلماء مثل العلامة ابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان وغيرهم من العلماء الثقات
  6. مفك متعدد الأغراض ويشمل سكين ومنشار ومفك و عدة أشياء مفيدة تستخدم في المغامرات والرحلات
  7. محفظة نقود . ويفضل أن تكون مصروفة يعني خمسين عشرات وخمسات. لكي لا تواجه مشاكل في الصرف. وينصح بصرف الريالات حين تريد الصدقة في مكة.
  8. قد تحتاج مجموعة أقفال لكي تقفل شنطتك لكي لا يسرق منها شئ
  9. كذلك وسادة خفيفة قد تحتاجها للمبيت في عرفات
  10. كذلك لا تنسى غطاء العين وسدادة الأذن لكي تنعزل عن العالم الخارجي لتحصل على الهدوء حين تريد النوم
  11. حذاء مريح ولا تخشى فقدانه وخسارته
  12. أدوات صحية ونظافة للسفر ومنشفة ومقص للنساء حين ينتهون من السعي
  13. مطهر لليدين حين عدم وجود الماء تظهر أهميته.
  14. مظلة أو شمسية تحمي من حر الشمس حين المشي لمسافات طويلة
  15. جوال مع شاحن جوال وكذلك ينصح بحمل بطارية إضافية لتلافي أي خلل في التواصل. إذا جوالك رصيد تأكد من أنه تم شحنه بمبلغ كافي.قد لا تجد من يبيع بطاقات الشحن لك في تلك الديار
  16. بما أن معك جوال أو آيبود فلماذا لا تستمع من خلال سماعات الأذن لشرح عن مناسك الحج أو محاضرة عن الحج أو القران الكريم وأحذر من الأناشيد التي تلهيك عن الذكر وتدخلك في البدع من حيث لا تدري وقد حذر منها آبن باز والألباني والفوزان.


هنا ينتهي مقال حقيبة الحج. 


ويبداً هنا مقال منقول يتكلم عن الصحة في الحج

هناك نوعان من الأدوية يجب ان تضمها حقيبة الحاج:
أولاهما: الأدوية الخاصة ببعض الأمراض المزمنة وهذه
لابد ان تتوافر لدى الحاج بكميات كافية، وتؤخذ جميع
تعليمات تعاطيها من الطبيب المعالج قبل السفر إلى
الحج،
أما النوع الثاني: فهو الأدوية العامة التي قد يحتاجها
الحاج للتعامل مع بعض الأعراض البسيطة، كما
يستخدمها حتى يصل إلى أحد المراكز الصحية وأهم
هذه الأدوية
نصائح صحية عامة 

إن من أهم النصائح التي يجب ان يلتزم بها الحاج حفاظاً
على صحته:
- أملاح الإرواء بالفم: وتوجد على هيئة مساحيق أو
أقراص فوارة يمكن وضعها في ماء معقم واستخدامها
لتعويض فقدان السوائل أثناء نوبات الاسهال والانهاك
الحراري.
- خافض للحرارة ومسكن للألم مثل الباراسيتامول.
- مضاد للسعال وطارد للبلغم، على الا يستخدم أكثر
من يومين، فإذا استمر السعال يجب التوجه إلى المركز
الصحي.
- أدوية للرشح والزكام.
- مرهم للحروق الجلدية مثل «فلامازين».
- أدوية للحموضة والتهابات المعدة الخفيفة.
- مسكنات للمغص ولآلام الجهاز الهضمي «قرص عند
اللزوم».
- شاش وقطن طبي ومطهر للجروح مثل الديتول أو
صبغة اليود.
- أخذ قسط وافر من الراحة قبل وبعد كل عمل من
أعمال الحج يعيد للجسم حيويته، ويعينه على تأدية
بقية أعمال الحج.
- المحافظة على النظافة فهي عنصر هام للوقاية من
الأمراض.
- الاكثار من شرب السوائل كالماء والعصير واللبن
وغيره.
- تجنب الطواف والسعي وقت الظهيرة مع مراعاة
المشي في الطرقات المرصوفة إن أمكن مستخدماً
المظلة.
- الامتناع عن تناول الأغذية المكشوفة المعرضة للذباب
والأتربة واستعمال المعلبات أو الأغذية المحفوظة بقدر
الامكان مع التأكد من تاريخ صلاحيتها.
- استخدام المناديل الورقية والتخلص منها بطريقة
صحية.
- حمل بطاقة خاصة تبين تشخيص المرض لكل مريض
مصاب بمرض معين لتسهيل عملية إسعافه في حالة
إصابتهم بمكروه لا قدر الله.
- أخذ كمية كافية من الأدوية التي تتعاطاها واستعمالها
بانتظام في الأوقات المحددة لها.
- التوجه لأقرب مركز صحي في حالة اشتداد الألم، أو
حدوث مضاعفات أخرى.
- حمل نوتة بها بعض أرقام المستشفيات القريبة وأرقام
الطوارئ كالدفاع المدني، والإسعاف والشرطة وغيرها
في حالة الحاجة إليها. 
مشاكل صحية وحلولها 

وإليك أيها الحاج بعض المشاكل الأكثر شيوعاً التي قد
تواجه الحاج أثناء حجه والنصيحة لكيفية علاجها وهي:
التشنج والانهاك الحراري، وضربات الشمس، والحروق
الجلدية الشمسية، والنزلات المعوية. 
التشنج والانهاك الحراري: 
يحدث نتيجة نقص الماء والملح في الجسم أو نقص
أحدهما، ويصاحبه احساس بالارهاق والعطش وغثيان
وارتفاع في درجة الحرارة، وتشنج في عضلات البطن
والرجل.
وعلاجه يكون بإعطائه محلولاً ملحياً على فترات، مع
تدليك العضلة المتشنجة برفق ونقل المصاب إلى مكان
مظلل، وتبريد جسمه برشه بالماء. 
ضربات الشمس:
أكثر الحجاج إصابة بها هم سكان
المناطق الباردة وكبار السن ومرضى السكري والفشل
الكلوي والاسهال. :
وأعراضها:
اغماء وتشنجات نتيجة ارتفاع درجة حرارة
الجسم.
وعلاجها يكون بالمحافظة على تنفس المصاب؛ لأنه
عادة يكون فاقداً للوعي، مع عدم إعطائه أي سوائل عن
طريق الفم لمنع وصولها إلى الرئتين، وينبغي نقله إلى
أقرب مركز لعلاج ضربات الشمس:
الحروق الجلدية الشمسية:
تحدث نتيجة تعرض الجلد
لأشعة الشمس المباشرة ولفترة طويلة فتبدأ بالاحمرار
يتلوها ظهور فقاقيع مائية يصاحبها ألم شديد.
وعلاجها يتم بنقل المصاب إلى مكان مظلل مع
استخدام الكمادات الباردة، ووضع مرهم الحروق
وتغطيتها بشاش طبي معقم جاف. :
النزلات المعوية: 
تحدث نتيجة تناول الأطعمة الملوثة عن
طريق الفم، ففي موسم الحج يقل اهتمام الحجاج
بنظافة الأطعمة، ولهذا تكثر الإصابة بهذه النزلات
المعوية. 
أعراضها: 
حدوث قيء أو اسهال، أو قيء واسهال معاً مصحوبة
بالألم في البطن. 
علاجها: 
هو الاكثار من شرب السوائل والعصائر، واستخدام
محلول معالجة الجفاف بإذابته في ماء معقم وشربه
وغسل اليدين بالماء والصابون بعد استعمال الحمام
لمنع انتقال العدوى، ومراجعة المركز الصحي عند
استمرار الاسهال لأكثر من 24 ساعة أو عند حدوث
اسهال مصاحب بمخاط أو دم عند حدوث حمى.
وأخيراً.. نتمنى لك أخي الحاج حجاً مقبولاً وسعياً
مشكوراً وذنباً مغفوراً.

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

مقولات في الورع

بسم الله الرحمن الرحيم 

جمع لـ مقولات السلف في الورع
كل مقولة أعظم من الأخرى 


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" الورع عما قد تُخَاف عاقبته وهو ما يًعلَم تحريمه وما يُشَك في تحريمه وليس في تركه مفسدة أعظم من فعله فهذا قيدٌ مهم في الأشياء المشكوك فيها - ،وكذلك الاحتيال بفعل ما يشك في وجوبه ولكن على هذا الوجه".

قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:" وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الورع كله في كلمة واحدة فقال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) .

فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة، فهذه الكلمة كافية شافية في الورع .

" الْوَرَعُ هُوَ مُلازَمَةُ الأَدَبِ ، وَصِيَانَةُ النَّفْسِ " . الزهد الكبير للبيهقي

وقال إبراهيم بن أدهم: "الورع ترك كل شبهة، وترك ما لا يعني هو ترك الفضلات."

وقال الشبلي : "الورع أن يتورع عن كل ما سوى الله."

وقال إسحاق بن خلف :" الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة، والزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة، لأنهما يطلبان في طلب الرياسة."

وقال أبو سليمان الداراني : "الورع أول الزهد، كما أن القناعة أول الرضا."

وقال يحيى بن معاذ : "الورع الوقوف على حد العلم، من غير تأويل."

وقال: الورع على وجهين: ورع في الظاهر، وورع في الباطن.

فورع الظاهر: ألا يتحرك إلا لله.
وورع الباطن: هو أن لا تدخل قلبك سواه.

وقال: من لم ينظر في الدقيق من الورع، لم يصل إلى الجليل من العطاء.

وقيل: الورع الخروج من الشهوات وترك السيئات.

وقيل: من دق في الدنيا ورعه أو نظره، جل في القيامة خطره.

وقال يونس بن عبيد : الورع الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس في كل طرفة عين.
وقال سفيان الثوري : ما رأيت أسهل من الورع، ما حاك في نفسك تتركه.

وقال سهل : الحلال الذي لا يعصى الله فيه، والصافي منه الذي لا ينسى فيه.

وسأل الحسن غلاماً فقال له: ما ملاك الدين؟ قال: الورع، قال: فما آفته؟ قال: الطمع، فعجب الحسن منه! وقال الحسن : مثقال ذرة من الورع، خيرٌ من ألف مثقال من الصوم والصلاة.

وقال أبو هريرة : جلساء الله غداً أهل الورع والزهد.

وقال بعض السلف: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس، ويروى مرفوعاً.

وقال بعض الصحابة: كنا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام.
هذه بعض الأقوال عن السلف حكاها ابن القيم رحمه الله في المدارج حين تحدث عن منزلة الورع.

والوقت يضيق عن سرد أقوالهم وعباراتهم في ذلك.

ومنهم من يستعمل الورع مرادفاً للزهد، ومنهم من يفرق بينهم وهو المشهور عند المتأخرين، أن الزهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة.
والورع: ترك ما يخشى ضرره.

الأحد، 7 أكتوبر 2012

ملخص درء تعارض العقل والنقل لشيخ الاسلام ابن تيمية


ملخص درء تعارض العقل والنقل لشيخ الاسلام ابن تيمية

ملخص ثمان مجلدات  . من جمع وتلخيص الدكتور أحمد محمد بوقرين


هذا الكتاب تقريب لكتاب ابن تيمية رحمه الله تعالى " درء تعارض العقل و النقل " ، و هو أحد الكتب التي تقوم على الجدل لتحقيق الوفاق بين أطراف مختلفين في فهم النصوص الدينية  و قد كان لهذا الاختلاف أثر في تمزيق أمتنا إلى نحل و طوائف .

و كثيرا ما كان التمزق الفكري يحمل أسماء رموزه و صانعيه ، فالأشعرية ، الماتريدية ، و الجهمية ، إشارات إلى أؤلئك العلماء الذين عكفوا على تعاطي الخلافات ، و تشقيق الآراء في هذه الأمة .

لقد ضرب هؤلاء المختلفون صفحا عن مفهوم الأوامر الإلهية الصريحة الداعية للوحة

 والتماسك حين اغرموا بالجدل و المناظرات و الخصومات و كأنهم كانوا ينفذون مخططا لتخريب الوجود الإسلامي ، تحت ستار حرية الرأي ، و البحث عن الحق .

و حرية الرأي كانت و لا تزال قاعدة الفكر الإسلامي و أمل المسلمين إلى تحقيق مزيدا من التقدم و لكن سوء استخدام هذه الحرية أدت إلى نتائج عكسية تماما .

و لقد ظن أدعياء الفكر أن بين العقل و الشريعة تناقضا و تعاديا يدعوان الإنسان إلى مرافقة العقل و مفارقة الشريعة و كانت هذه المقولة أساس الصراع الذي احتدم بين الاتجاهات و الفرق فجاء لبن تيمية رحمه الله ليفند هذا الادعاء و يؤكد أن العقل و الشريعة متعاونان على رسالة واحدة و هذا ما بينه في طيات كتابه هذا الذي نحن بصدده .

إن الرسالة التي نهض  بها ابن تيمية رحمه الله في هذا الكتاب هي أعظم ما تواجه به تيارات التعصب و الانحراف ترشيدا للمسيرة وتنويرا للعقول .



مقدمة


يدرك المخصصون في الدراسات الفلسفية قبل غيرهم أهمية الكتاب المنهجي في عرض قضاياه و مناقشتها نقدا و تمحيصا ، قبولا و رفضا .

وهذا الكتاب الذي بين أيدينا هو من النمط من المؤلفات الجيدة  و الجادة  و قد ظل هذا الكتاب حبيسا في خزائن الكتب من القرن الثامن الهجري إلى أن قيض الله له من تولى تحقيقه تحقيقا علميا و أخرجه في طبعة رائعة و هو المرحوم الأستاذ محمد رشاد سالم فأخرج الجزء الأول منه.


أهمية هذا الكتاب :

يعالج هذا الكتاب مشكلة العلاقة بين العقل و الشرع تلك المشكلة التي أرقت الكثير من المفكرين قديما و حديثا وقد كان سب ظهور هذه المشكلة قديما عوامل كثيرة تتصل بوضع الأمة الإسلامية بين الأمم و وضعها السياسي و الحضاري على خارطة الكرة الأرضية  و مدى صلة مثقفيها بأصول حضارتهم أو انقطاعهم عنها.

قرأ ابن تيمية رحمه الله هذا كله ووقف إزاءه متسائلا عن الأسباب الكامنة وراء هذا الزعم القائل بإمكان تعرض العقل و الشرع و حددها في أمور :


•       ظن بعض المفكرين أن ما عند أر سطو  من تصورات  عقلية عن الله صحيح لا خطأ فيه .

•       الجهل بالميراث النبوي المتمثل بالكتاب و السنة الصحيحة .

•       عدم التفرقة بين العقل القطعي الصريح الدلالة و بين ما يسميه الناس معقولات أو دلالة عقلية .

وقد أخذ المؤلف في مواقفه مع معارضيه بمنهج تحليلي رائع تمثل فيما يلي :


•       كان يبدأ أولا بتحديد المصطلح ليعرف ما فيه من معاني ليمكن بعدها أن يقبلها أو يرفضها .

•       ثم يضع أمامه الأدلة التي ظنها الفلاسفة عقليات للمناقشة و التمحيص .

•       ثم يوضح لمعارضيه بالأمثلة  العقلية أن العقل الصريح لا يتعارض أبدا مع المنقول الصحيح .

•       و في النهاية يقول لأصحاب هذه الدعاوى : إنه يمكن للخصوم أن يعارضوا قولكم بمثل حجتكم  و لا تملكون دليلا صحيحا تردون به صولتهم عليكم .

وسوف يتم التركيز في هذا التقديم على قضايا أساسية كانت محور الخلاف بينه

 و بين خصومه و هي :



•       منهجه في إثبات وجود الله .

•       مذهبه في التوحيد .

•       موقفه من التشبيه و التنزيه .




يحدثنا التاريخ عن كثير من مواقف ابن تيمية ضد غارات التتار و تحريض المسلمين على القتال ، فلقد تقدم الصفوف في واقعة شقحب سنة 702 هـ التي كانت بين التتار و المسلمين و أفتى الجنود بضرورة الفطر في رمضان حتى يقووا على ملاقاة الأعداء  و افطر هو أمامهم و كان يبيت لياليه على الأسوار حارسا أمينا على أمن البلاد .


محاربة البدع :

لقد اشتدت عداوة ابن تيمية للمتصوفة و الباطنية و حرص على تخليص مجتمعه من خرافاتهم التي ملكوا بها عقول السذج معلنا لهم انه لا يوجد طريق إلى الله غير طريق محمد صلى الله عليه و سلم و ليس هناك هدى سوى هدى القران .


محنته ووفاته :

جرت الطبيعة البشرية على أن كل من علا نجمه و استشهد بفضله كثر حساده و لقد كان خصوم ابن تيمية في كثير من الأحيان هم قضاته من الفقهاء الذين كبر عليهم مخالفته لهم في فتاواهم و أرائهم فألقي به في السجن عدة مرات بسبب فتاواه

و اجتهادا ته ولقد كانت حياة ابن تيمية داخل السجون أحب إليه من حياة يجبر فيها عل النفاق أو السكوت على الباطل و استمرت حياته عل هذا النحو فما يخرج من السجن إلا ليودع في غيره و ما كانت تنتهي محاكمة إلا لتبدأ أخرى  وقد ظل ابن تيمية في سجنه الأخير سنتين و أشهر و قد أفتى بحبسه هذه المرة طائفة من أهل الأهواء على رأسهم القاضي المالكي الأخنائي .

وعندما منع ابن تيمية من الكتابة و التأليف و هو في سجنه و التي كانت أنيسة

و زاده الروحي اشتدت به علته و ازداد به الضيق حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة سنة 728 هـ و مات الرجل كما يقضي عظماء الرجال من أصحاب العقائد الثابتة و الإيمان الراسخ الذي يجعل صاحبه غصة في حلوق  أعدائه فلا يتنفسون إلا في غيبته و لا ينعمون بالحياة إلا بعد رحيله و قد شهد جنازة ابن تيمية من الخلائق مالا يحصره عد .

رحم الله ابن تيمية و جزاه الله عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء …


منهج ابن تيمية في إثبات وجود الله :

سلك ابن تيمية في الاستدلال على وجود الله اتجاهين كلاهما يمكن الاستدلال به على وجود الصانع سبحانه و تعالى :

1.     الموقف الذاتي :

الاتجاه الأول :

وهو لجوء المرء إلى الفطرة السليمة التي هي مضطرة بطبعها إلى الإقرار بوجود الرب الخالق ، و ذلك لما تحتاجه النفوس من لجوئها إلى قوم عُليا تستنقذ بها عند حلول المصائب .

الاتجاه الثاني :

وقد يطرأ على بعض الناس من يفسد فطرتهم فيحتاجون في ذلك إلى ما ينير لهم السبيل  و يوضح لهم الطريق كالتعليم مثلا ، و لذلك بعث الله الرسل و أنزل الكتب .

الاتجاه الثالث :

أن في النفوس قوة لطلب الحق و ترجيحه على غيره  و من هنا نفهم من أسلوب القرآن في الاستدلال على وجود الله جاء في صورة التذكير و التنبيه .

الاتجاه الرابع :

نجد أنه في كل نفس ما يدفعها إلى قبول الحق و رفض الباطل مما يعرض لها من خارج ذاتها و في هذا دليل على أن فطرة الإنسان مركوزة على الاعتراف بالحق .

الاتجاه الخامس :

إن كل نفس إذا لم يعرض لها مصلح و لا مفسد من خارج ذاتها فإننا نجدها تطلب ما ينفعها  و تحاول أن تدفع عنها ما يضرها .


الاتجاه السادس :

إنه لا يمكن للنفس أن تكون خالية من الشعور بخالقها و عن الإحساس بوجوده وذلك لان نفس لابد أن تكون مريدة و شاعرة .


2.     الموقف الخارجي :

ويقسم ابن تيمية هذه الأدلة إلى نوعين : أقيسة و آيات

أ‌.      الأقيسة :

وهي لا تدل إلا على معنى غير متعين . فإذا قيل هذه مُحْدث فلا بد له من مُحْدِث . أو كل ممكن لابد له من واجب فإن النتيجة التي تؤدي إليها مقدمات هذا القياس هي إثبات واجب قديم . لكنها لا تدل على عينه .

ب‌.     الآيات :

وفي معرض الاستدلال بالآيات على وجود الله نجد القرآن يضع أمام الإنسان أكثر هذه الآيات دلالة  و أظهرها وضوحا في الاستدلال وهي أية الخلق من العدم قال تعالى : " اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق " .


إن أدلة ابن تيمية على وجود الله تمتاز بوضوحها و بداهتها  مع نفسها و هي أكثر ملاءمة للنفوس و العقول ولجميع الناس عامتهم و خاصتهم .



ابن تيمية بين التشبيه و التنزيه

لقد وضع القرآن أمامنا آيات عديدة يدور الحديث فيها حول تنزيه الله تعالى عن مشابهة الحوادث مثل قوله تعالى : " ليس كمثله شي " و قوله تعالى :  " ولم يكن له كفوا أحد "  و مع ذلك فقد ذكر القرآن جميع الصفات الإلهية التي وصف الله بها نفسه  من العلم و القدرة و العلو و الاستواء . و طلب من المؤمنين أن يؤمنوا بجميع صفاته و آيات كتابه العزيز و منها آيات التنزيه وعلى ذلك فليس من التشبيه في شي أن يؤمن العبد بأن الله عليم و قدير  و أنه استوى على عرشه ما دام يعتقد أنه سبحانه ليس كمثله شي في صفاته ، و كما أنه لا يشبه شي في ذاته .و ما على العبد إلا أن يثبت وجود الصفة لله كما أثبتها له القرآن و لا يبحث في كيفها  و كما ه منهج القرآن في ذلك إثبات بلا تشبيه ، و تنزيه بلا تعطيل .

وكان ابن تيمية على هذا المنهج القويم و كان كل ما صرح به أما نطق به القرآن و إما جاءت به السنة الصحيحة فهو يثبت لله صفات العلو و الاستواء و المجيء

و الإتيان  و النزول و هذا المنهج قد اخذ به أيضا أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر و في كتابه " الإبانة " و " اللمع " .

و مع أن ابن تيمية يصرح بنفي التمثيل و التشبيه و التكييف لهذه الصفات إلا أن خصومه نسبوا إليه أقولا كان بعيد عنها وجميع الاتهامات التي وجهت إلى الإمام ابن تيمية سواء في حياته أو بعد مماته لا تكاد تخرج عن نمطين من الحديث :



•       النمط الأول :

نمط من الحديث مكذوب و محض افتراء عليه بقصد التشنيع و التشويه .

•       النمط الثاني :

اتهامه بالتشبيه و التجسيم نتيجة الخطأ في فهم مذهبه .



تقريب الكتاب  

الفصل الأول : هل تتعارض الأدلة القطعية :



يشرح ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا الفصل قانون الرازي الذي وضعه في كتابه " نهاية العقول " والذي يذهب فيه إلى القول بأن العقل قد يتعارض مع الشرع ، وحينئذٍ ينبغي عنده أن نرد دليل الشرع و نعتصم بدليل العقل و هذه الدعوى يردها ابن تيمية من عدة أوجه .

فبين رحمه الله أولا أن كلام القائلين بتعارض العقل و الشرع يتطلب إثبات التعارض فعلا ، ثم يطلب بعد ذلك أن ما يدعيه المتكلمون و الفلاسفة من أدلة هي في ذاتها أدلة عقلية صريحة في دلالتها على مطلوبها ، ثم بعد ذلك ينظر رحمه الله فيما يدعونه من شرع هل هو شرعي صحيح أم أنه ليس شرعيا في ذاته و هم يسمونه كذلك ؟ ثم يشرح ابن تيمية الجهة التي يكون الدليل مقبولا أو مرفوضا لأجلها ، و ليس أن الدليل يقبل كونه قطعي الدلالة على المراد ،

و كدلالة طلوع الشمس على وجود النهار ، فهذه دلالة قطعية لا يشك فيها عاقل . ثم يتعرض بعد ذلك للعلم فيقسمه إلى علم نظري و عملي ثم إلى كسبي و وهبي و يبين أن العلم بالله لا يتوقف على العقليات المخالفة للشرع ، و ينصح الفلاسفة

و المتكلمين بضرورة الاعتصام بألفاظ الكتاب و السنة لان الله أعلم بما يليق به منا ،  و بين رحمه الله أن سبب الخطأ عندهم هو استعمالهم لتلك الألفاظ المجملة في حق الله تعالى ، و أنها أوقعتهم و أوقعت المسلم معهم في حيرة و اضطراب ،

و لو كانت طريقتهم سديدة في استعمال هذه الألفاظ لكانت الرسل أسبق منهم إلى استعمالها و الإشارة إليها ، ولما لم يستعمل الرسل في حق الله لا نفيا ولا إثباتا دل ذلك على أنها طريقة فاسدة ، أو على الأقل أنها ليست هي الطريقة الأقوم لهداية البشر .



تقريب الفصل الأول



قال شيخ الإسلام :

المقصود هنا الكلام على قول القائل : " إذا تعارضت الأدلة السمعية و العقلية … … إلخ "

•       الجواب على اعتراض الرازي و الفلاسفة :

وحينئذٍ نقول الجواب من وجوه :


الوجه الأول :

أن قوله : " إذا تعارض النقل و العقل  "

إما أن يريد به القطعييَن ، فلا نسلم  إمكان التعارض حينئذ ٍ .

و إما يريد به الظنييَن ، فالمقدم هو الراجح مطلقا .

و إما أن يريد به أن أحدهما قطعي ، فالقطعي هو المقدم مطلقا ، و إذا قدر أن العقلي هو القطعي كان تقديمه لكونه قطعيا . لا لكونه عقليا .

فعلم أن تقديم العقلي مطلقا خطأ كما أن جعل جهة الترجيح كونه عقليا خطأ .


الوجه الثاني :

أن يقال لا نسلم انحصار القسمة فيما ذكرناه من الأقسام الأربعة ، إذ من الممكن أن يقال :

يقدم العقلي تارة  و السمعي أخرى ، فأيهما كان قطعيا قدم ، و إن كانا جميعا قطعيين ، فيمنع التعارض و إن كانا ظنيين فالراجح هو المقدم .

فدعوى المدعي : أنه لابد من تقديم العقلي مطلقا أو السمعي مطلقا ، أو الجمع بين النقيضين ، أو رفع النقيضين – دعوى باطلة – بل هناك قسم ليس من هذه الأقسام  كما تقدم ، بل هو الحق الذي لا ريب فيه .


الوجه الثالث :

هو العقل أصل في إثبات الشرع في نفسه أم أصل في علمنا به ؟

قوله : " إن قدما النقل كان ذلك طعنا في أصله الذي هو العقل ، فيكون طعنا فيه " غير مُسَلم .

وذلك لان قوله : " إن العقل أصل النقل " إما أن يريد به :

أنه أصل في ثبوته في نفس الأمر أو أصل في علمنا بصحته .

فالأول لا يقوله عاقل ، فإن ما هو ثابت في نفس الأمر بالسمع أو بغيره هو ثابت ، سواء علمنا بالعقل أو بغير العقل ثبوته و عدم علمنا بالحقائق و لا ينفي ثبوتها في أنفسها .

فتبين بذلك أن العقل ليس أصلا لثبوت الشرع في نفسه .


الوجه الرابع :

أن يقال إما أن يكون عالما بصدق الرسول ، و ثبوت ما أخبر به في نفس الأمر ،

و إما أن لا يكون عالما بذلك .

فإن لم يكن عالما امتنع التعارض عنده إذا كان المعقول معلوما له ، لان المعلوم لا يعارضه المجهول و إن لم يكن المعقول معلوما لم يتعارض مجهولان .


الوجه الخامس :

هل أخبرت الرسل بموارد النزاع  ؟

إنه إذا علم صحة السمع و إن ما أخبر به الرسول فهو حق فإما أن يعلم أنه أخبر بمحل النزاع ، أو يظن أنه أخبر به أو لا يعلم ولا يظن .

فإن علم أنه أخبر به امتنع أن يكون في العقل ما ينافي المعلوم بسمع أو بغيره ، فإن ما علم ثبوته أو انتفاؤه لا يجوز أن يقدم دليل يناقض ذلك .

و إن لم يكن في السمع علم و لا ظن فلا معارضة حينئذ ٍ ، فتبين بذلك أن الجزم بتقديم العقل مطلقا خطأ و ضلال .


الوجه السادس :

يجب تقديم الشرع عند مظنة التعارض

أن يقال إذا تعارض الشرع و العقل وجب تقديم الشرع ، لان العقل مصدق للشرع في كل ما أخبر به و الشرع لم يصدق العقل في كل ما أخبر به ، و لا العلم بصدقه موقوف على كل ما يخبر به العقل .

و معلوم أن هذا إذا قيل أوجه من قولهم كما قال بعضهم : يكفيك من العقل أن يعلمك صدق الرسول و معاني كلامه و بين ابن تيمية رحمه الله في هذا الوجه أن معارضة الشرع للعقل ليس فيه حجة على تقديم أراء العقلاء على الشرع .


الوجه السابع :

أن يقال : تقديم المعقول على الدلالة الشرعية ممتنع متناقض و أما تقديم الأدلة الشرعية فهو ممكن مؤتلف .

فلو قيل بتقديم العقل على الشرع ، و ليست العقول شيئا واحدا بينا بنفسه بل فيه الاختلاف و الاضطراب و أما الشرع فهو في نفسه قول الصادق و هذه صفة لازمة له لا تنفك عنه و لا تختلف باختلاف الناس .


الوجه الثامن :

موارد النزاع من الأمور الخفية

أن يقال : المسائل التي يقال أنه قد تعارض فيها العقل و السمع من المسائل البينة المعروفة بصريح العقل ، كمسائل الحساب الهندسة و نحو ذلك بل لم ينقل أحد بإسناد صحيح عن نبينا صلى الله عليه و سلم شيئا من هذا الجنس إلا في حديث مكذوب موضوع يعلم أهل النقل أنه مكذوب مثل حديث عرق الخيل و أمثالها من الأحاديث المكذوبة الموضوعة باتفاق أهل العلم فلا يجوز لأحد أن يدخل هذا و أمثاله في الأدلة الشرعية .


الوجه التاسع :

إلى عقل من نحتكم عند النزاع ؟

و هو أن يقال : القول بتقديم الإنسان معقولة على النصوص النبوية قول لا ينضبط ،

و ذلك لان أهل الكلام و الفلسفة المتنازعين فيما يسمونه عقليات كل منهم يقول : " إنه يعلم بضرورة العقل أو بنظره ما يدعى الأخر أن المعلوم بضرورة العقل أو بنظره نقيضه .


الوجه العاشر :

مجادلة أهل الباطل بالتي هي أحسن

أن يعارض دليلهم بنظير ما قالوه ، فيقال إذا تعارض العقل و النقل وجب تقديم النقل لان الجمع بين المدلولين جمع بين نقيضين و رفعهما رفع للنقيضين و تقديم العقل ممتنع ، لان العقل دل على صحة السمع ووجوب قبول ما أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم فلو أبطلنا النقل لكنا أبطلنا دلالة النقل لكنا قد أبطلنا دلالة العقل لم يصح أن يكون معارضا للنقل فكان تقديم العقل موجبا عدم تقديمه فلا يجوز تقدمه .


الوجه الحادي عشر :

الدليل اليقيني هو القطعي في دلالته

إن ما يسميه الناس دليلا من العقليات و السمعيات ليس كثير من دليلا و إنما بظنه الظان دليلا و هذا متفق عليه بين العقلاء .

فنقول :

أما المتبعون للكتاب و السنة من الصحابة و التابعين و تابعيهم فهم متفقون على دلالة ما جاء به الشرع في باب الإيمان و الأسماء و الصفات و اليوم الأخر  و ما يتبع ذلك و المعارضون لذلك من أهل الكلام لم يتفقوا على دليل واحد من العقليات مع العلم أن أهل الحق لا يطعنون في جنس هذه الأدلة العقلية و إنما فيما يدعي المعارض أنه يخالف الكتاب و السنة و ليس في ذلك دليل صحيح في نفس الاسم و لا دليل مقبول عند عامة العقلاء .



الوجه الثاني عشر :

كل ما عارض الشرع علم فساده بالعقل

إن كل ما عارض الشرع من العقليات فالعقل يعلم فساده و إن لم يعارض العقل و ما علم فساده بالعقل لا يجوز أن يعارض به لا عقل و لا شرع .

و هذه الجملة تفصيلها هو الكلام على حجج المخالفين للسنة من أهل البدع بأن نبين بالعقل فساد تلك الحجج و تناقضها و من تأمل ذلك وجد في المعقول مما يعلم فساد المعقول المخالف للشرع مالا يعلمه إلا الله .


الوجه الثالث عشر :

علم المحدثين بمقاصد الرسول

أن يقال : إن أهل العناية بعلم الرسول ، العالمين بالقرآن عندهم من العلوم الضرورية بمقاصد الرسول و مراده ما لا يمنعهم دفعه عن قلوبها و لهذا كانوا متفقين على ذلك من غير تواطؤ و لا تشاغر كما اتفق أهل الإسلام على نقل حروف القرآن و نقل الصلوات الخمس و القبلة بالتواتر ومعلوم أن النقل المتواتر يفيد العلم اليقيني سواء كان التواتر لفظيا أو معنويا .


الوجه الرابع عشر :

الأمور الشرعية فطرية

بأن يقال : الأمور السمعية التي يقال أن العقل عارضها كإثبات الصفات و المعاد

و نحو ذلك ، و هي مما علم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه و سلم جاء بها و ما كان معلوما بالاضطرار من دين الإسلام امتنع أن يكون باطلا مع كون الرسول رسول الله حقا ، و فمن قدح في ذلك و أدعى أن الرسول لم يجئ به كان قوله معلوم الفساد بالضرورة من دين المسلمين .


الوجه الخامس عشر :

الدليل إما قطعي و إما غير قطعي

أن يقال : كون الدليل عقليا أو سمعيا ليس هو صفة مدحا أو ذما و لا صحة ولا فسادا بل ذلك يبين الطريق الذي به علم ، و هو السمع أو العقل وان كان السمع لابد له من العقل و كذلك كونه عقليا أو نقليا ، و إما كونه شرعيا فلا يقابل بكونه عقليا

الكتاب طويل لكن التلخيص قصير ومفيد جداً
الملخص له تكملة على هذا الرابط : هنا 

  << اضغط هنا >>