الاثنين، 28 مارس 2011

تعليم مهارات التفكير من موهبة

 

تعليم مهارات التفكير

الكاتب:
فريق تحرير موهبة
 
يولد الأطفال بقدرات عقلية تصممها الوراثة, وتتطور أساليب تفكيرهم تحت تأثير ظروفهم البيئية المحيطة من أهل ومجتمع ومدرسة وأصدقاء،كما أن تفاعل الأبوين مع أسئلة أبنائهم واستفساراتهم وتجاوبهم مع تعبيرات أطفالهم عن مشاعرهم وأحاسيسهم يساعد الأطفال على تنمية مهاراتهم العقلية والاجتماعية على حد سواء. وكذلك فإن وجود معلم مهتم بتطوير مهارات التفكير لدى الطلاب وتعزيز الثقة لديهم يسهم في تعلم مهارات التفكير المختلفة، مثل مهارات التفكير الإبداعي ومهارات التفكير الناقد وكثير من المهارات الأخرى المهمة.
عرّف (Beyer,2001) التفكير على أنه عملية عقلية يستطيع المتعلم عن طريقها عمل شيء ذو معنى من خلال الخبرة التي يمر بها، ويؤكد البعض على أن التفكير يمثل سلسلة من الأنشطة العقلية غير المرئية التي يقوم بها الدماغ عند تعرضه لمثير يتم استقباله عن طريق حاسة واحدة أو أكثر من الحواس الخمس.
ويذكر (سعادة، 2008) في كتابه "تدريس مهارات التفكير" أن للتفكير معايير كثيرة مهمة, منها: معيار الوضوح Clarity: ويعني إمكانية التعبير عن الفكرة بطريقة أخرى, مثل إمكانية شرح الفكرة بالرسم و توضيح بعض النقاط بطريقة أفضل أو طرح بعض الأمثلة.
معيار الصحة والدقة Accuracy: ويعتمد هذا المعيار على صحة المعلومة ودقتها, فكم من الجمل الصحيحة لغوياً لكنها غير دقيقة، فدقة وصحة العبارة هي التي توضح المعلومة.
معيار العلاقة Relevancy: يتضح هذا المعيار في قوة العلاقة بين الجملة والموضوع، فربما تكون الجملة صحيحة و دقيقة جداً وواضحة لكنها بعيدة كل البعد عن الموضوع المطروح وغير مرتبطة بالقضية المثارة, مما يؤثر على التفكير ويشتت الذهن.
معيار المنطقية Logic: وهو من أهم معايير التفكير ويرتبط بمنطق الكلام، فالسؤال هنا هل يمكن تحقيق العبارات المطروحة الدقيقة الواضحة على أرض الواقع؛ حيث يجب أن يتمتع الأفراد بالتفكير المدعوم بالأدلة والحجج, والتي تشكل التفكير المنطقي.
معيار تقبل وجهات النظر: ويعني تقبل جميع وجهات النظر واحترامها,لأن آراء الآخرين هي طريقة تفكيرهم وتحليلهم للأمور ولا يجوز الإقلال من شانها أو إلغاء هذا التفكير, و من الضروري عدم اللجوء إلى التعصب والهجوم الشخصي بهدف القضاء على الأفكار المطروحة.

إن تعليم التفكير والتدريب على كل ما يشجع الطلبة ويحفزهم ويستثير أذهانهم, مثل طرح الأسئلة حول المعلومات والأفكار المعروضة ومساعدتهم على تعلم كيفية تحديد الافتراضات، إضافة إلى طرح الأفكار والآراء و الدفاع عن وجهات نظرهم، جميعها تشكل التعليم الفعال المتمركز حول التفكير والذي يؤدي دوماً إلي تحقيق هدفين تربويين أساسين: الأول منها يعتمد على الاستخدام الأمثل للمعرفة وأنواعها والتفكير في المعرفة ذاتها، في حين يمثل الثاني مساعدة الطلبة على توظيف مهارات التفكير في أنشطة الحياة اليومية ومهماتهم الذاتية.
إن من أولويات تعليم التفكير وجود المعلم المؤهل والمدرب تدريباً مميزاً, والمؤمن بأهمية التفكير في حياة الناس وفي حياة الطلبة بشكل خاص, ويعمل جاهداً على تنفيذ مجموعة من المهام مثل:
فهم وتطبيق مهارات التفكير المتنوعة.
متابعة التطورات التربوية في مجال المنهاج وطرق التدريس.
تشجيع التلاميذ على طرح الأسئلة غير العادية أو التعليقات غير المألوفة، تأكيدا على أهمية التفكير الإبداعي لديهم، وتعبيرهم عن أفكارهم بحرية تامة.
الاستماع لآراء التلاميذ وتقبل أفكارهم وتعليقاتهم لزيادة ثقتهم في أنفسهم.
 التشجيع على التعلم النشط .
 تعزيز الحوار داخل الصف بالألفاظ والعبارات المعززة.
من الضروري أن يستخدم المعلم تعبيرات أو ألفاظ مشجعة تحفيزية مثل إجابتك رائعة، هل لديك محاولة جديدة للإجابة,ما هو رأيك الشخصي, ما العناصر المشتركة, ما الأدلة, وذلك بدلاً من التعليقات المنفرة والمحبطة التي تعيق التفكير، مثل من أين أتيت بهذه الأفكار، هذا خطـأ، لا أحد يفكر بهذه الطريقة.

هذا  زمن الانفتاح على الحضارات والعالم الخارجي، حيث يعد تعليم مهارات التفكير وتعلمها أمرا فائق الأهمية في مجال التنمية البشرية، لذا لابد من تدريب الطلبة على اتخاذ القرارات في حياتهم العملية والاجتماعية،وتعليمهم كيفية حل مشاكلهم وتخطي عقبات الحياة،كي يكون الفرد منهم واثقاً من قدراته و أفكاره ومؤمنا بها، ومتوازن النماء النواحي الفكرية والعقلية والروحية والوجدانية والجسمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق