تعريف الابتكار
ويمكن تعريف الابتكار بأنه: عملية إنشاء وتطوير واكتساب وتنفيذ المنتج الجديد، الخدمة الجديدة، العملية الجديدة بهدف تحسين الكفاءة والفاعلية والميزة التنافسية بما يضيف قيمة للمنظمة ولأصحاب المصلحة.
كما يمكن تعريفه بأنه عملية إنشاء الفكرة الجديدة وتحويلها إلى قيمة أعمال جديدة(1) أو هو الإبداع (التوصل إلى الفكرة الجديدة) وتنفيذه ووصوله إلى السوق(2) فهو إذن الفكرة الجديدة التي يتم تحويلها إلى منتج ذي قيمة؛ أي يكون ذا منفعة وتشبع حاجة على مستوى الفرد أو الشركة. والجديد الذي يأتي به الابتكار يمكن أن يكون منتجا جديدا أو تكنولوجيا جديدة أو خدمة جديدة، وفي عصر الإنترنت يمكن أن يكون أنموذج أعمال جديد.
الفرق بين الابتكار والاختراع
الاختراع (Invention) هو عملية توليد الفكرة الجيدة، في حين أن الابتكار (Innovation) هو عملية تحويل الفكرة إلى منتج جديد أو عملية أو خدمة جديدة. لقد ميّز تشيرر (Scherer) بين الاختراع والابتكار، فالاختراع يعمل على التأثيرات الفنية في توليد الفكرة الجديدة، في حين أن الابتكار يحقق التأثيرات الاقتصادية في عملية تحويل أكثر أهمية في نقل الفكرة إلى المنتج الجديد(1). بين الأمس واليوم وغداً
إن التطوّر عبر تاريخنا الطويل إنما كان في جوهره تطور الابتكار نفسه، فمع الإنسان الأول كان هناك الابتكار في الحصول على الملبس الذي يقي من البرد، وإلى الكهف الذي يقي من المطر والثلج، وإلى الحجر المسنن الذي يساعد على مواجهة الحيوانات المفترسة. التطور في التاريخ هو مسيرة الابتكارات مهما كانت صغيرة أو كبيرة، وهذا ما تعبر عنه موجات تطور المجتمعات الخمس (انظر الشكل رقم 1). ففي البدء كان المجتمع البدائي الذي أعقبه المجتمع الزراعي الذي تطور مع اكتشاف الزراعة ومع استقرار الإنسان في الأرض الزراعية. كما ظهرت الثورة الصناعية مع إبتكار المحرك البخاري، وفي كل هذا التطور كان هناك تزايد في الكفاءة والخبرة في إنجاز الأعمال وكذلك القدرة على الابتكار. واليوم فإن الاقتصاد قائم على المعرفة، والمعرفة الإلكترونية قائمة على الإنترنت، ففي البدء كان الحاسوب منذ الخمسينات، ومن ثم الإنترنت منذ منتصف التسعينات، والموجة الخلوية cellular wave بعد ذلك.
لقد تحدث موريس (Morris) عن التطور الحالي للإبتكار بالاشارة إلى فترتين(1):
الأولى: الفترة ما بين (1920 – 1980) ارتفع مؤشر داو جونز لمتوسط الصناعة من أقل من (100) نقطة إلى (1000) نقطة. وخلال هذه الفترة فإن القيمة السوقية المرتبطة بالأصول الثابتة (العقارات، والمصانع، والآلات، والمخزونات، والنقد) كانت تمثل ما بين (95 – 98 ٪) من قيمة الأصول الكلية.
الثانية: فترة ما بعد الثمانينات: وفي تلك الفترة بقت القيمة السوقية المرتبطة بالأصول الثابتة لمؤشر داو جونز على حالها، ولكن ثمة قيمة أخرى ازدادت بشكل جذري، وهي القيمة السوقية للأصول الحسية الغير الملموسة مثل الأفكار والاختراعات والبرامج (الشكل رقم 2).
فالأصول الصلبة أصبحت أقل أهمية في قرارات الاستثمار، بينما العوامل الناعمة اللاملموسة مثل المعرفة، والعلامة التجارية، والخبرة التسويقية، والملكية والابتكار أصبحت الأكثر أهمية. والسؤال لماذا هذا التحول؟ الجواب ببساطة هو أن العوائد التي تحققها الصناعة والماديات أصبحت أقل بكثير من العوائد المتحققة من رأس المال الفكري والأصول اللاملموسة. وإن مقاييس مثل العائد على المعرفة ROIN والعائد على الابتكار ROK. والقيمة غير الملموسة المحسوبة(2)، أخذت تستخدم باهتمام أكبر من المقاييس التقليدية مثل العائد على الاستثمار (ROI) المادي أو العائد على الملكية (ROE) المادية و العائد على الأصول (ROA).
همية الابتكار
اليوم وفي بيئة الأعمال سريعة التغير، أصبح الابتكار جوهريا من أجل البقاء، ولأن بقاء المنظمة هدف استراتيجي، لذا تعد جميع الابتكارات استراتيجية (1). فالمنظمة التي لا تمتلك القدرة على الابتكار في مجال عملها ستواجه – بالتأكيد - تحديات كبيرة وصعبة، وذلك لأن منافسيها – وببساطة - يقومون بالابتكار والتحسين المستمر لمنتجاتهم وخدماتهم وعملياتهم. لهذا فإن الابتكار من أولويات اهتمام المنظمات في جميع المجالات بلا استثناء من أجل البقاء في السوق، والابتكار ذو أهمية كبيرة في تحقيق مايأتي:
أولاً: خفض النفقات: ابتكار المنتج أو الخدمة أو العملية له تأثير كبير على خفض النفقات سواء بالتوصل لمنتجات أصغر (مواد أقل في وحدة المنتج)، أو تقديم خدمات أسرع (تكلفة عمل أقل)، أو عمليات أكثر دقة (خفض تكلفة التلف، وإعادة العمل والتخلص من التوالف).
ثانياً: زيادة الإنتاجية: الإنتاجية هي نسبة المخرجات إلى المدخلات (2)، والابتكار له تأثير كبير في زيادة المخرجات من خلال ابتكار عملية أو تقنية جديدة مثل إنتاج وحدات أكثر في الزمن، أو بتأثيرها على المدخلات بخفض التلف أو استخدام طاقة أقل في وحدة المنتج.
ثالثاً: تحسين الأداء: يعمل الابتكار على تحسين الأداء في الوظائف الإدارية والخدمات بشكل كبير، فالتسويق الإلكتروني – مثلاً - ساعد على تحسين الأداء في إدارة علاقات الزبون، وبناء قواعد البيانات عن الزبائن؛ لتقديم الخدمة الأفضل لهم. كما ساهم في تحقيق التفاعل الآني - وفي كل مكان - مع الزبائن للاستجابة السريعة لحاجاتهم وبطريقة أفضل.
رابعاً: إيجاد المنتجات الجديدة وتطويرها: إن ابتكار المنتجات اليوم أسرع من أي وقت مضى، لذا فإن معظم المنظمات الحديثة لديها برامج للتحسين المستمر للمنتجات، وابتكار الجديد منها لخدمة زبائنها.
خامساً: إيجاد أسواق جديدة: إن الابتكار الجذري للمنتجات أو الخدمات أو العمليات الجديدة أسلوب المنظمات اليوم لصنع أعمال وأسواق جديدة. لهذا فهي تخصص المبالغ الطائلة للوصول إلى هذه المنتجات والخدمات التي تصنع أسواقها الجديدة.
سادساً: إيجاد فرص العمل الجديدة: تسهم الابتكارات الجديدة في إنشاء الشركات وخطوط الإنتاج والخدمة التي تتطلب من يعمل فيها ويديرها ويقوم بصيانتها، وهذه كلها فرص عمل جديدة تتاج للداخلين الجدد من الشباب لسوق العمل وتنشيط الاقتصاد الوطني في كل بلد.
مبادئ الابتكار
من الضرورة الإشارة إلي أن هذه المبادئ التي قدمها موريس (Morris) لا تمثل ضماناً فعلياً للابتكار أو النجاح في الابتكار في كل منظومة وفي ألة و في أية بيئة، وإنما هي بمثابة خارطة لتوجيه الجهود، وعلامات مرشدة لاستخدام القدرات والموارد والدروس المستفادة من أجل تحسين عملية إدارة الابتكار وتنظيمه وتحسين فرص نجاحه. وتشمل هذه المبادئ على:
أولاً: الابتكار الجوهري من أجل البقاء، وهو نشاط استراتيجي لا ينفصل عن تطوير استراتيجية الشركة وتنفيذها.
ثانياً: هناك أربعة أنواع من الابتكار: التدريجي، والجذري للمنتجات والتقنيات، ونماذج الأعمال الجديدة، والمشروعات الريادية (New Ventures)، وكل واحد منها يتطلب مجموعة عمليات وأدوات وفرق عمل ملائمة.
ثالثاً:توقع حدوث الأسوأ إذا طال انتظارك من أجل البدء بالعملية الابتكارية. وعادة ما تدفع المنظمات التي تماطل في البدء بعملية الابتكار ثمنا باهظا يتمثل في خسارة حصتها في السوق وخسارة في الأرباح. فالمنافسة لا تنتظر ويجب عليك ألا تنتظر أيضا. ضع خطة عملك وابدأ بتنفيذها الآن!
رابعاً:الابتكار فن اجتماعي وبيئي يرتبط بتفاعل الأفراد مع بعضهم بعضا. فالأفراد جوهر عملية الابتكار، ومن تفاعل رؤاهم واهتماماتهم تتولد الأفكار الجديدة التي يمكن تحويلها إلى قيمة جديدة.
خامساً:الابتكار دون طرق منهجية يرتكز عليها هو مجرد لعبة حظ. فالجهود العشوائية تجعل الابتكار مخاطرة كبيرة، والطريقة المنهجية السليمة تجعل الابتكار قابلا للتنبؤ ومستداما بدرجة ملائمة.
سادساً:جميع مداخل الابتكار الاستراتيجية الأربعة ضرورية ومهمة من أجل النجاح، فالطريقة المنهجية للابتكار تتطلب توظيف المداخل الأربعة: أعلى الهرم الوظيفي – إلى أسفل الهرم، من الأسفل – أعلى الهرم الوظيفي، من خارج المؤسسة– إلى الداخل، ومدخل النظير – إلى – النظير.
سابعاً: الابتكارات العظيمة تبدأ مع الأفكار العظيمة: كما يجب التنبه إلى وجود أنواع مختلفة وعديدة من الاحتياجات. ومن أهم الاحتياجات بالنسبة للمبتكرين تلك التي لم يتعرف عليها أحد؛ لأنها توفر إمكانية إبداع تطورات مذهلة تضيف قيمة كبيرة وميزة تنافسية.
إذن، كيف نجدها؟ توجد آلاف من الوسائل المبينة هنا التي يمكنك تطبيقها للخروج بأفكار جديدة. قم بتجريب هذه الوسائل، وبالتأكيد ستجد بعضها مناسبا لمنظمتك.
ثامناً:استعد، صوب إلى الهدف، انطلق: نعم إنها عبارة مألوفة لكنها حقيقية، فالابتكار الفعال يتطلب استهدافا دقيقا جدا. لماذا؟ لأن هنالك احتمالات عديدة يمكنك السعي وراءها، إذ عليك التأكد من أنك تسعى وراء الاحتمالات الصحيحة. بالإضافة إلى ذلك، يعد الابتكار مكلفاً من حيث المال والوقت. وبالاستهداف الجيد يمكنك من استخدام مواردك بحكمة.
تاسعاً:وضع النماذج الأولية بسرعة من أجل تعجيل التعلم: إن الهدف من أي عملية ابتكار هو الخروج بأفضل الأفكار وطرحها في السوق بأسرع وقت ممكن. لذلك يعد الابتكار عملية تعلم، والتعلم السريع له مزايا كبيرة. حيث يؤدي التسريع في وضع النماذج الأولية وتحويلها إلى قيمة كبيرة الأمر الذي يؤدي إلى فعالية عالية في إثراء عملية التعلم ومن ثم الابتكار.
عاشراً: ليس هناك ابتكار دون قيادة: تعبّر الشركات بشكل مذهل عن المجتمع البشري. ويعد توظيف آلاف الأشخاص لابتكار المنتجات والخدمات في أنحاء العالم وتقديمها لآلاف بل ملايين العملاء أمرا مذهلا. لكن القدرة على تحقيق هذا الأمر يثير بعض التحديات الجديدة. وعلى وجه الخصوص، يكون للهرم التنظيمي تأثير هائل على ثقافة أي شركة، وعلى طرق عملها والنتائج التي تحرزها. وبالتالي يمكن لكبار الإداريين أن يكونوا سنداً ومحفزاً قوياً لدفع منظومة الابتكار، أو على النقيض بتحولهم إلى غيوما سوداء تعمل على الكبت والقمع. ويعود الأمر للقيادة لضمان أن تكون أقوالهم وأفعالهم داعمة ومعززة لجهود الابتكار ووسائله، وأن يعملوا في الوقت ذاته بدأب واجتهاد لإزالة العقبات العديدة التي تعيق أو حتى تسحق الابتكار والإبداع.
نظريات الابتكار
لاشك في أن الابتكار قد أصبح مجالا واسعا ومتنوعا جراء هذه التراكمات الواسعة والمتنوعة من الابتكارات. كما أن الجديد الذي يأتي به الابتكار ليس له شكل واحد، ولا مدى واحد، ولا أسلوب واحد للتشكل والتطور. لهذا فإن تفسير الابتكار وتوصيفه عادة ما يكون من خلال نماذج أو نظريات متعددة يمكن أن تشتمل على حالاته المختلفة. وهناك ثلاث نظريات حول الابتكار هي:
النموذج الفائق أو ما وراء النطاق المادي (Transcendental Model) وهي النظرية التي تقوم على أساس أن الابتكار يعتمد على نمط خاص من الأفراد هم المبتكرون العباقرة (Genius)، وبالتالي فإن على الشركات أن تبحث عن الأفراد - من هذا النمط العبقري- القادرين على التوصل إلى الابتكارات الجديدة بشكل أسرع وأفضل من غيرهم إذا توافرت لهذه الفئة الأخيرة ظروف وموارد أفضل. وحسب هذا النموذج فإن هناك عددا قليلا من الأفراد في الشركة مبتكرون يبحثون ويقدمون النسبة الأكبر من الأفكار الجديدة والابتكارية.
النموذج الآلي (Mechanistic Model) وتقوم هذه النظرية على أساس أن الحاجة هي أم الابتكار، فالابتكار يمكن أن يظهر بيسر أكبر عندما تكون هناك مشكلة تواجه الشركة أو الأفراد، وتلح عليهم من أجل حلها. ولاشك في أن هذه النظرية تقوم على أساس وجود المشكلة أو الحادثة القادحة (Triggering Event)، التي تدفع الأفراد إلى توجيه جهودهم الخاصة لابتكار ما يعالجون به هذه المشكلة.
وهذا النموذج يمكن أن يفسر الكثير من الابتكارات، مما يؤكد الافتراض القائل بأن هذه الابتكارات أنتجت لمواجهة المشكلات التي تواجه الأفراد والشركات. فالجسور منذ القدم لم تبتكر إلا لمواجهة مشكلة الانتقال من ضفة النهر إلى الأخرى، وناطحات السحاب لم تبتكر إلى لمواجهة نقص الأراضي في مراكز المدن وارتفاع أثمانها، والمصاعد لم تبتكر إلى لمواجهة الحاجة إلى صعود الطوابق المتعددة في البنايات العالية أولا، ومن ثم في ناطحات السحاب.
نموذج التركيب التراكمي (Cumulative Synthesis Model) وهذه النظرية تقوم على جهود التفكير والتحليل والترابط والتحقق من أجل التوصل إلى الأفكار، ومن ثم إلى المنتجات أو الخدمات الجديدة. وهذه تفسر التحسينات الكثيرة على المنتجات الحالية من خلال التوليفة الجديدة، أو إضافة مكون جديد أو سمة جديدة، وغير ذلك مما يكشف عن استنارة وتبصر يوصل إلى التوليفة الجديدة.
أنواع الابتكار
الابتكار الجذري يعمل الابتكار الجذري (الاختراق) عادة على تحقيق تقدم علمي وفني كبير، وقفزة استراتيجية تؤدي إلى التغيير في مدى واسع من المنتجات والتكنولوجيا والصناعة. وهذا النوع من الابتكار يأتي بالجديد بصيغة منتجات أو عمليات أو تكنولوجيا مبتكرة وفريدة حقيقية، تختلف عن كل ما قبلها من المنتجات أو العمليات في مجالها. وقدمت ليزا هانبيرج (Hanebg) أربع توصيفات للاختراق هي:لحظة توصل الفرد إلى " فكرة آها – هه Ah – Ha! Idea ".
تقدم استثنائي أفضل من التقدم الاعتيادي للفرد أو لجماعة من الأفراد.
التغيير الكمومي "Quantum Change" أو الوثبة الكبيرة إلى الأمام في التفكير، والنشاط، والنتائج.
التغيير الذي يقوم بتعجيل التقدم والتبصر الفجائي (إنه تحولي وليس تدريجيا).
التحسين التدريجي:يعمل التحسين التدريجي على إدخال تعديلات صغيرة، وإضافات محدودة على المنتج (أو العملية)، كما هو الحال في إدخال تحسينات على الخصائص، أو الحجم، أو طريقة استخدامه، أو مجالات استخدامه، أو دمجه مع خصائص منتج آخر.. إلخ. لهذا فإن التحسين المستمر يعد ممارسة فعالة وقوية؛ من أجل إدخال الإضافات الصغيرة المستمرة وبشكل يومي، وأحيانا الأخذ بعشرات أو مئات من هذه التعديلات والمقترحات التي تقدمها دوائر الجودة وصناديق المقترحات في جميع مجالات الأعمال وبخاصة في مجال الجودة.
مجالات الابتكار
الابتكار يتنوع ويتسع بتنوع واتساع النشاط الإنساني ونشاط الأعمال، فأينما توجد مشكلة يظهر النزوع للإتيان بالابتكار من أجل حلها. ويمكن أن نحدّد مجالات الابتكار في المجالات الأربعة الآتية:
المنتج (Product):هو الابتكار الذي يأتي بالمنتجات الجديدة التي تقدم من أجل الإيفاء بالحاجات الحالية للزبائن بكفاءة أعلى وخصائص أفضل. فآلة التصوير الرقمية (Digital Camera) هي ابتكار المنتج الجديد الذي أخذ يحلّ محل آلات التصوير التقليدية.
العملية (Process):هو الابتكار الذي يأتي بطريقة جديدة أو تكنولوجيا جديدة تغير طريقة العمل أو الإنتاج بما يحقق إنتاجية أعلى، أو استخدام مواد أقل، أو تحسين خصائص المنتجات المادية أو الوظيفية أو الجمالية.
الخدمة (Service):كما يكون الابتكار في المنتجات الجديدة يكون كذلك في الخدمات الجديدة. فتقديم خدمة جديدة عادةً ما تمثل ابتكاراً جديداً، والأمثلة كثيرة على ذلك مثل الصيرفة الالكترونية المنزلية.
نموذج الأعمال (Business Model):لكل اقتصاد نماذجه المتميزة، وهذا ما ينطبق على الاقتصاد الصناعي كما ينطبق على الاقتصاد الرقمي. فنموذج الأعمال هو التصميم الاستراتيجي لكيفية سعي الشركة لتحقيق الربح من استراتيجيتها وعملياتها ونشاطاتها. كما أن نموذج الأعمال طريقة جديدة أو محسنة لقيام الشركة بالأعمال بما يحقق لها ميزة في السوق، أو تحسين ميزتها الحالية وبالتالي حصتها في السوق.المراجع
مصادر الابتكار
لقد أشار دراكر (Drucker) الى أن هناك سبعة مصادر للإبتكار بوصفه نشاطا منظماً ورشيداً هي:
أولاً:
المصدر الفجائي أو غير المتوقع: ويشتمل هذا المصدر على ما يأتي: النجاح الفجائي، والفشل غير المتوقع، والحدث الخارجي الفجائي.
ثانياً: مصدر التعارض بين الواقع كما هو والواقع كما هو يفترض أن يكون؛ إذ يكون هذا التعارض مؤشرا على فرصة للابتكار. ويضم هذا المصدر: الوقائع الإقتصادية المتعارضة (كتعارض الطلب المتزايد مع غياب الربحية)، وتعارض الواقع والافتراضات المتعلقة به، التعارض بين قيم المستهلكين وتوقعاتهم المدركة والواقعية، والتعارض داخل تناغم الطريقة ومنطقها وإيقاعها.
ثالثاً: الابتكار على أساس الحاجة لمعالجة سلسلة من العمليات (الحاجة الى طريقة)، فالحاجة أم الاختراع، وبالتالي فإنها تمثل فرصة كبرى للابتكار.
رابعاً: بنية الصناعة والسوق: لابد للسوق أن يتغير سواء أكان ذلك بفعل المنافسة أم التغير في حاجات الزبائن وتوقعاتهم. وهذا التغير يعد فرصة ابتكارية عظيمة. ويضم هذا المصدر الاستجابة السريعة للتغيّر، والتنبؤ بالفرصة، ومؤشرات تغير الصناعة.
خامساً: العوامل السكانية: وهي التحولات التي تطرأ على السكان، وحجمهم وهيكل أعمارهم، وتوزيعهم حسب العمل ومستوى التعليم والدخل. فالتغير في العوامل السكانية يأتي بتغيرات تمثل فرصا من أجل الابتكار، ويؤدي إلى فتح أسواق وقطاعات تجارية جديدة.
سادساً: تبدل الإدراك والرؤية: يمكن لتبدل إدراك الأفراد ورؤيتهم في المجتمع أن يحمل معه فرصا عظيمة للابتكار. ويعد توقيت ذلك في الكثير من الأحيان مسألة جوهرية. والأهم من ذلك أن يأتي الابتكار في التوقيت الملائم، مع قدرة على التمييز بين الصرعة والتبدل الحقيقي، الذي يمثل السوق الفعلية والفرصة الحقيقية.
سابعاً: المعرفة الجديدة: يمثل الابتكار القائم على المعرفة بكل تجلياتها العلمية والتقنية والاجتماعية مصدراً عظيماً للإتيان بالأفكار والمنتجات والخدمات والمشروعات الجديدة.
مراحل العملية الابتكارية
الابتكارفي المنظمات عملية دؤوبة متواصلة، وهي تتألف من مراحل متعددة يمكن تحديدها بالآتي:
أولاً: تطوير الابتكار(Innovation Development)
في هذه المرحلة تهتم الشركة بتقييم وتعديل وتحسين الأفكار الجديدة، من أجل تحويلها إلى منتج جديد أو خدمة جديدة، وفي هذه المرحلة يتم تقليص عدد الأفكار إلى أقل عدد من الأفكار المطورة القابلة للتطبيق.
ثانياً: تطبيق الابتكار(Innovation Application) في هذه المرحلة تستخدم الشركة الأفكار المطورة؛ لتقوم بعملية التصميم والتصنيع والتوريد للمنتجات أو الخدمات أو العمليات الجديدة.
ثالثاً: إطلاق التطبيق (Application Launch)
في هذه المرحلة تقوم الشركة بإدخال المنتجات أو الخدمات الجديدة إلى السوق. والسؤال الأهم في هذه المرحلة هو: هل الابتكار ينجح في السوق؟ وهل يرغب الزبائن بشرائه؟ فتاريخ الابتكارحافل بالأفكار الجديدة التي لم تجد اهتماما كافيا من الزبائن.
رابعاً: تنامي التطبيق (Application Growth)
في هذه المرحلة يتسم الابتكارالناجح في السوق بنمو الطلب بمعدل متزايد، وهذا يعني أن الابتكار قد دخل مرحلة نمو الأداء الاقتصادي، وتحقيق الربحية العالية، مع إمكانية أن يتجاوز الطلب العرض.
خامساً: نضوج الابتكار(Innovation Maturity)
في هذه المرحلة تصل أغلب الشركات المنافسة إلى الابتكار، وتطبقه بإدخال منتجاتها أو خدماتها إلى السوق بما ينافس الابتكارالأصلي، كما تعمل الشركات المنافسة على إدخال التعديلات والتحسينات الجزئية الصغيرة عليه حتى تستنفد كل إمكانات التحسين في الخصائص، والتركيب، والحجم، والتغليف، والاستعمال... الخ.
سادساً: تدهور الابتكار(Innovation Decline)
يحمل كل ابتكار جديد ناجح بذور تدهوره اللاحق. فعندما تكون الشركة غير قادرة على زيادة المبيعات، وعدم تحقيق ميزة تنافسية من الابتكار في أواخر مرحلة النضوج؛ فإن هذا الابتكار يدخل في مرحلة التدهور، التي لا بد من أن تكلل باتخاذ الشركة لقرار إخراجه من الخدمة، بعد أن تكون قد طوّرت الابتكارالجديد اللاحق، من أجل استمرار دوران الابتكار المتعاقب المستدام (انظر الشكل أدناه).
شكرا يعطيك العافية
ردحذف